كل يوم

«أوائل الإمارات» أداة تشجيع جديدة..

سامي الريامي

جميل جداً أن يشعر المواطن بإمكانية ترشيح نفسه للتكريم من قبل قادة بلاده، وبشكل شخصي، مهما كان عمره، أو منصبه، المهم أن يكون لديه من الفعل ما يستحق لأجله التكريم، ومهما اختلفنا على الأسماء التي ترشحت، أو رشحت نفسها لجائزة أوائل الإمارات، عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، فإننا يجب أن نتفق على أن فكرة الجائزة فكرة رائدة تستحق كل شكر وتقدير، كما أن كل من شارك، وكل من تقدم، وكل من بذل جهداً للتميز في هذه الدولة، يستحق كل تقدير واحترام مهما كان الفعل الذي قدمه.

جائزة أوائل الإمارات ستكون أداة جديدة من أدوات القيادة لتشجيع المواطنين، وحثهم على تبوؤ أفضل المراكز العالمية، بل الاجتهاد دائماً للحصول على المركز الأول في مختلف المجالات.

وأعتقد أنه من الطبيعي جداً أن تتفاعل كل فئات المجتمع مع الجائزة، حيث بدأ التنافس مبكراً، منذ إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عنها، توالت الأسماء حتى وصلت للآلاف، وذلك لأن الجائزة مجال للفخر يتمناه كل مواطن، ومن الطبيعي جداً أيضاً أن يستمر التفاعل والاختلاف، أو الاتفاق على الأسماء الفائزة بعد الإعلان عنها، وهذا أيضاً أمر صحي نظراً إلى أهمية الجائزة وشموليتها، فهي تسعى لتكريم أوائل المتميزين، والرواد الذين أثروا مجتمع الإمارات بأفعالهم وتخصصاتهم، إضافة إلى مراعاتها أموراً عدة، أهمها إشراك جيل الشباب المتميز، والمتطور علمياً وتقنياً، وعدم إغفال إنجازات المرأة الإماراتية، وضم الرواد والمبدعين أيضاً..

لذا فليس من المستغرب أن نسمع لاحقاً أصواتاً توكد أحقيتها بالفوز، وأسماء أخرى تؤكد أسبقيتها في مجال معين، ففِرَق العمل المعنية بفرز الأسماء، واللجنة التي انعقدت برئاسة محمد القرقاوي وزير مجلس شؤون الوزراء، والمكلفة اعتماد الأسماء الفائزة، لم تكن مهامها سهلة في ضوء غياب التوثيق بشكل عام، أو عدم دقته في أحيان كثيرة، حتى في الوزارات والهيئات الاتحادية، لذا فكان لابد من التأكد والتحري من جهة لضمان صحة المعلومات المقدمة من المرشحين أو عنهم، ومن جهة أخرى وضع معايير واضحة للاختيارات، وتعريفات دقيقة للأوائل والرواد، إضافة إلى تحديد الفترة الزمنية، فهل المقصود هنا أوائل ورواد الإمارات قبل الاتحاد، مع الأخذ في الاعتبار أن عمر الدولة يفوق بمئات السنين عمر الاتحاد، أم الاكتفاء بالأسماء المعاصرة التي كان لها دور مباشر في نهضة وتنمية وتطور الدولة الحديثة؟

المبشر في الأمر أن هذه الجائزة ستكون سنوية، يتزايد أعداد المكرمين فيها بزيادة سنوات الاحتفال باليوم الوطني، فالسنة الحالية سيكرم ٤٣ شخصاً، والسنة المقبلة سيتم تكريم ٤٤، وهكذا، لذا فالفرصة ستظل سانحة، والباب لن يغلق أبداً في وجه الرواد والأوائل والمتميزين في جميع المجالات، ومن لم يحالفه الحظ هذا العام سيجد التكريم في سنوات مقبلة شريطة أن يجدّ ويجتهد ويتميز في أي مجال كان، ويؤثر إيجاباً في مجتمعه، ويتفانى لخدمة وطنه في المجالات التي لم يدخلها أحد إلى الآن، عندها سيجد نفسه ضمن المكرمين في دولة تهتم قيادتها بالإنسان والمواطن وتسعى دائماً لتشجيعه وتكريمه..

بشكل عام، مهما كانت الملاحظات، ومهما كانت النتائج فالهدف الأسمى من الجائزة قد تحقق، ولا شك في أنها ستكون أداة جديدة من أدوات القيادة لتشجيع المواطنين، وحثهم على تبوؤ أفضل المراكز العالمية، بل الاجتهاد دائماً للحصول على المركز الأول في مختلف المجالات، ولا شيء يسعد قادتنا أكثر من ذلك.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر