كل يوم

عندما تطغى الحزبية على الوطنية

سامي الريامي

مقيتة هي الحزبية التي تعمي أعين أصحابها عن كل ما عدا مصلحة الحزب، ومقيتة أكثر عندما تطغى على الوطن والوطنية، وترتفع في نفوس المرضى بها، لتصبح مصلحة الحزب أهم وأسمى من مصلحة الوطن، ومقيتة أكثر وأكثر، عندما يكون الدين هو اللغة التي تستغلها الحزبية للوصول إلى أهدافها العليا، والمحصلة النهائية هي التضحية بالدين والوطن والوطنية من أجل الحزب والتحزب!

طغيان الحزبية على الوطنية أمر واضح لا يقبل الشك، فـ«الإخوان المسلمين»، في كل مكان، أينما حلوا، الحزب لديهم أهم وأسمى وأبقى من الوطن، لا مانع من الكذب والتزييف، ولا مانع من التشويه والإضرار بسمعة الوطن، ولا مانع من تضليل المواطنين من أجل تحقيق أهداف الجماعة، بل لا مانع من الحرق والقتل والإخلال بالأمن، ونشر عدم الاستقرار، كل ذلك من أجل حزب بغيض يتطلع لسلطة لا يملك أفراده أدنى مؤهل للحصول عليها!

مارسوا الكذب والتضليل والتحريض في الإمارات، ومارسوا أسوأ من ذلك في مصر، ويفعلون كل ما هو سيئ وقبيح في دول كثيرة، أفعالهم مختلفة وأسلوبهم واحد، ومصلحة الجماعة أولى وأهم، أما مصلحة الوطن فانتهاكها أمر مستحب إذا ما تعارضت مع مصالحهم!

الناس لها عيون مفتوحة على التجارب والحقائق، وقد بات كثير منهم يدرك أن الإسلام السياسي، لاسيما (الإخوان المسلمين)، ليس أكثر من تنظيم يأكله التعصب دينياً وسياسياً.

زكي بن ارشيد (نائب المراقب العام للإخوان في الأردن) ما هو إلا نموذج من نماذجهم، ونسخة مكررة من النسخ الممسوخة منهم، نطق زوراً وبهتاناً، وكذب على الإمارات مستخدماً لغة دينية يضلل بها البسطاء، متغافلاً عن مبادئ وسياسة وطنه والشعب الأردني الكريم الذي لا يسيء إلى شقيق أو صديق أو جار، تجاوز مصلحة وطنه في توطيد علاقات متميزة مع الإمارات وغيرها، في وقت يمزقنا البلاء، ووجّه سهامه إلى مصلحة حزبه الضيق الذي لا يشكل أغلبية في بلد يكنّ للإمارات كل حب وتقدير!

تصرفه لا يعتبر غريباً علينا هنا، فالإمارات اكتشفت مبكراً مثل هذه النماذج، وأعلنت العداء صراحة ومن دون مواربة لهذا التنظيم السيئ. وما اقترفه أيضاً كان مستهجناً وغير مقبول من إخوتنا الأردنيين أنفسهم، ومن كل فئات المجتمع، الذين ردوا عليه، وعلى زيفه وكذبه، وهذا أمر يدعونا للفخر والاعتزاز، فالإمارات لا تحتاج إلى مدافعين عنها، أو مطبلين لها، لكنها تحصد الشعبية والأصوات المؤيدة لها بأفعالها ووقوفها إلى جانب الشعوب، لما فيه مصلحة حقيقية لهذه الشعوب، لا مصلحة فئوية تصب في مصلحة المنتمين لهذا التنظيم المقيت!

«الإخوان»، على ما هم عليه من انحراف فكري، وتقوقع على الذات، يواصلون في مصر والأردن وغيرهما صراخاً في وادٍ سحيق، لا يأبه له أحد، ولا يجب أن يسمعه أحد، فقد تكشفت مخططاتهم، واختبر الناس كثيراً من الزيف والأباطيل التي روجوها في العقود الماضية.

الناس في العالم العربي لا يريدون لبلادهم الآن إلا الأمان والتنمية، لا يريدون الخراب الذي يبثه الإسلام السياسي في أوصال الحياة العربية، الناس يريدون الحياة، لا الانتحار، يريدون الطمأنينة في حاضرهم ومستقبلهم، يمارسون عباداتهم، ولا يريدون من يزايد عليهم في دينهم ومعتقدهم.

الناس لهم عيون مفتوحة على التجارب والحقائق، وقد بات كثير منهم يدرك أن الإسلام السياسي، ولاسيما «الإخوان المسلمين»، ليس أكثر من تنظيم يأكله التعصب دينياً وسياسياً، ولا يسعى إلا إلى السلطة والاستقواء وتخريب المجتمعات، وغسل أدمغة الشباب فيها بالأكاذيب والزيف.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر