5 دقائق

الجودة على طريقة رأس الخيمة

الدكتور علاء جراد

يسعدني انتمائي لمنظومة الجودة والتميز في الإمارات، التي شهدت فصولها منذ سطورها الأولى عام 1994، كما شرفت بمساهمات فيها، وقد يجعل ذلك شهادتي «مجروحة»، لكن إذا نظرنا لتلك القصة سنجد أن القاصي والداني يشيد بها، وأهم ما يميزها الرغبة في التعلم وتقبّل الآراء والاقتراحات. كتبت أول سطورها مع قيام الاتحاد، ومازالت القيادة الرشيدة تحافظ على شعلة التميز والتعلم، وتمثل ذلك في عدد ونوعية برامج الجودة الحكومية، إذ بدأت ببرنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، ثم برنامج الشيخ صقر للأداء الحكومي المتميز، فجائزة أبوظبي للأداء الحكومي المتميز، وجائزة عجمان للتميز، وتوّج هذا السعي ببرنامج الشيخ محمد بن راشد للتميز الحكومي.

«كل برنامج هو قصة بحد ذاته، وقد تأتي الفرصة لتسليط الضوء عليها جميعاً، وهنا أسلّط الضوء على برنامج الشيخ صقر للأداء الحكومي المتميز»

كل برنامج قصة بحد ذاته، وقد تأتي الفرصة لتسليط الضوء عليها جميعاً، وهنا أسلط الضوء على برنامج الشيخ صقر للأداء الحكومي المتميز في رأس الخيمة، نظراً لسرعة تطوره، وشرفت برئاستي لجنة التقييم خمس سنوات سابقاً، لمست خلالها سمات عدة تعكس الاهتمام الذي توليه قيادة الإمارة للجودة، فانتقل هذا الالتزام لمديري الدوائر، ومن ثم للموظفين، ويساهم المديرون بفعالية في التحسين المستمر، كما يقيم الموظفون أداء مدير الدائرة من خلال الاستبيان الذي ينفذه البرنامج ضمن فئة «جائزة المدير العام». واستحدثت فئات جديدة عدة، مثل جائزة وحدة الجودة المتميزة، وكذلك وحدة الموارد البشرية المتميزة.

السمة البارزة هي التعاون المطلق بين الدوائر، حيث تفتح الدوائر التي حصلت على المراكز الأول أبوابها للدوائر الأخرى، لتطلع على تجاربها وممارساتها بمنتهى الشفافية. كيف نجحت الدوائر الحكومية في ذلك، وكيف استطاعت في هذا الوقت الوجيز نشر ثقافة التميز، وكيف تولّد هذا الشغف لدى الموظفين؟ إنها قصة نجاح وتعلّم مؤسسي تستحق البحث والدراسة. أتذكر حديث موظفة عن تأثرها بأساليب الجودة في حياتها العائلية لدرجة أنها تطبّق «استبيان رضا الأبناء» و«المقارنات المعيارية». إن النجاح الحقيقي لبرامج التميز هو امتداد أثره لحياة الناس فتصبح الجودة منهاج حياة. هنيئاً للقائمين على جائزة الجودة الحكومية برأس الخيمة هذا النجاح، وهنيئاً للإمارة، وهنيئاً لدولة الإمارات على هذا التميز.

 Alaa_Garad@

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر