مزاح.. ورماح

«لا تفسدوها!»

عبدالله الشويخ

حاول أحد اللصوص سرقة محل «كوافير» في روسيا، لكنه وجد نفسه ضحية للاغتصاب لمدة ثلاثة أيام من قبل صاحبة المحل، حيث قيدته عارياً ولم تطعمه سوى «الفياغرا» واعترف اللص فيكتور يازينسكي (32 عاماً) أمام الشرطة، بأنه «كان مسلحاً وحاول سرقة المحل، لكنه فوجئ بأن صاحبة الصالون أولغا (28 عاماً) تحمل الحزام الأسود في لعبة الكاراتيه، حيث طرحته أرضاً بضربة واحدة وقيدته بسلك مجفف الشعر»، بعدها ألقته عارياً في إحدى الغرف المظلمة بمحلها، ولم تطعمه سوى «الفياغرا»، واغتصبته طوال ثلاثة أيام حتى تعطيه درساً، بحسب إفادتها، ومن ثم أطلقت سراحه، وهي تقول له «أرجو أن تكون تعلمت الدرس جيداً»، الخبر بالطبع منقول من وكالات الأنباء ودون تصرف، فيكتور الذي يبحث الآن عن من يقف معه في مأساته!! هذه الجملة بتصرف!

في الحقيقة، فقد وصلني الخبر مئات عدة من المرات عبر جميع المنافذ، بدءاً من قصاصة جريدة قامت بنشر الخبر أجدها معلقة على باب مكتبي، إلى رسائل نصية وإشعارات وملف مرفق مع عبارة «خبر يهمك عبود»، ما جعلني أشك في أنني أحد ثلاثة: فإما إنني السفير الروسي في الدولة دون أن أعلم، وإما أن الزملاء يرونني مشروع مدافع عن حقوق الرجال الذين لا يحملون الحزام الأسود، أو ربما يعتقد البعض أن لدي أسهماً في شركة «فيزر» أو سمها «عطار» هذا الدهر إن شئت!

حين يحصل بعضهن على قوة لم يخلقها الله من أجلها، فهذا بطبيعة الحال أمر مناقض للفطرة، لذا فلمَ الاستغراب من شذوذ التصرف؟ امرأة تحمل حزاماً أسود، أو امرأة تريد وتصرّ على أن تكون «قوية» وتفتخر بـ«قوتها» و«استقلالها»، كيف يمكن لك أن تتوقع منها ردود أفعال متزنة، أو تليق بها إن كانت هي تحرص على إبداء «القوة»، وتعتبرها إحدى الصفات المحمودة في المرأة، ولا تجد من يصدقها القول، ويقول لها: لا يا سيدتي جمالك في ضعفك! لا أريد امرأة لا أرى التماع الدموع في عينيها، ولا أريد امرأة لا تنهار على كتفي.

البعض يخلط بين احترام المرأة وتقديرها، وبين إفسادها بجعلها نسخة مملة مكررة من الرجل، ما في مصلى في الدائرة يا جماعة خصصناه حق الأخوات، يا جماعة ممنوع دخول الكافتيريا بدءاً من الأسبوع المقبل خصصناها للأخوات، يا فلان مالك إجازة هالصيف الأخت الفلانية عندها إجازة وضع، شباب بكرة كلكم تلبسون عقال بمبي تضامناً مع حملة سرطان الثدي، انزين يا جماعة، ونحن قوم بوشنب، ترى بعد عندنا بروستاتا! ليش محد يسويلنا شريط أزرق! وبالونات سماوية، وقافلة بنية!

علاقة الرجل بالمرأة ليست صراعاً ولا تحدياً نتيجته أيهما يحصل على ميزات أكثر، ولا أيهما يثير اهتمام المجتمع بشكل أكبر! هما مخلوقان مختلفان، جمالية كل منهما بالحفاظ على رجولته أو أنوثتها، فلا تفسدوها بقضايا القوة والاستقلالية وهذا السخف، اتركوها على فطرتها رقيقة ضعيفة، تبحث عن ظل رجل لحمايتها، اتركوها ابنة رجال كما كانت، لا أخت رجال كما زينوا لها، اتركوها طبيعية نقية لا تفسدوها!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .  

تويتر