5 دقائق

وزارة الخير!

د.سعيد المظلوم

«آفي غاندي» رجل هندي، هاجر من بلده إلى أميركا بحثاً عن الرزق، استثمر ما يملك من مال في بقالة صغيرة، كانت علاقته مع أهل الحي جميلة، خصوصاً أن الشعب الأميركي معروف عنه الود والبساطة، وذات يوم مرضت زوجة آفي، فأُصيبَ بالصدمة لأنّ التشخيص أكد إصابتها بالسرطان ــ عافاكم الله ــ فصرف كل ما يملك على علاجها حتى استدان، ثمّ قرر بيع محله حتى يسدّد ما عليه من ديون. وقف أهل الحي معنوياً مع هذه الأسرة الهندية المهاجرة، وعندما تناهى إلى علمهم أنّ آفي مُزْمِع على بيع محله اتخذوا قراراً بتطبيق فكرة Cash Mob التي بدأت تلاقي رواجاً واسعاً في أميركا، وتعني: اتفاق مجموعة من الأشخاص على التعامل والتركيز في الشراء من محل أو مطعم أو غير ذلك؛ لإنقاذ صاحبه من ورطة مادية. ولهذا انهال أهل الحي على الشراء من محل آفي، فتعجب واستغرب هذا الإقبال الكبير على محله، وحين عرف السبب انهملت الدموع على وجنتيه تأثُّراً وإكباراً لأهل الحي، وقرر أن يتبرع بكل أرباحه في ذلك اليوم للأعمال الإنسانية.

«انهملت الدموع على وجنتيه تأثُّراً وإكباراً لأهل الحي، وقرر أن يتبرّع بكل أرباحه في ذلك اليوم للأعمال الإنسانية».

يقول فيصل المغلوث الذي نقل هذه القصة: «الحب يقابله حب دائماً»، بدءاً من حب آفي لزوجته، مروراً بحب عائلة آفي لأهل الحي، وصولاً لحب أهل الحي لعائلة آفي ومبادرتهم الإنسانية.

مثل هذه المبادرات الفردية رائعة، ولكن الأروع أن تعيش في دولة ذات مبادرات عامّة، يطلق عليها «إمارات الخير»، وفي عَبَقِ مؤسسٍ لايزال اسمه محفوراً في القلوب «زايد الخير».

حضرت الأسبوع الماضي جلسة نقاشية بقيادة الشيخة لبنى القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي، اطّلعتُ من خلالها على أرقام مذهلة (نحو 35 مليار درهم) وجهود رائعة قدّمتها الإمارات في آخر ثلاث سنوات على شكل مساعدات تنموية وإنسانية لـ122 دولة في العالم. وفي اجتماعين حضرتهما مع الوزارة بحكم انتسابي لإحدى الجمعيات الخيرية لمستُ الحرص على الانتقال من العمل الفردي السائد اليوم إلى العمل الجماعي، ما يبشر بنتائج باهرة بإذن الله، على الرغم من حداثة إنشاء هذه الوزارة التي تبلغ عاماً واحداً فقط.. نقلة جديدة وتوجه جديد قادم في العمل الإنساني بالدولة سيعزز بلا شك مكانة «إمارات الخير» في العالم، لتبقى دائما وأبداً في المركز الأول.

شكراً وزارة الخير.

madhloom@hotmail.com

@Saeed_AlSuwaidi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر