الأوائل وليس الخبايل!

أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مبادرة لتكريم أوائل الإمارات في المجالات المختلفة، وهذا ليس بغريب على سموه الذي يعتبر رائداً في المبادرات الرائعة التي تلقى كل اهتمام وتقدير على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.

بيد أني استغربت كل الاستغراب من تهافت الكثير من الأشخاص على ترشيح شخصيات لا نعرفها، ولم نسمع عنها، وليس لها أي حضور، بل لم تقدم تلك الإضافة التي يشار إليها بالبنان في خدمة الدولة.

هنا لا أعرف كيف يفكر البعض أو يتعمد أن يفهم بالمقلوب، أو أن قدراته العقلية عاجزة عن الاستيعاب والتحليل، فمع احترامي غير الشديد للبعض فقد كانت هناك أسماء كثيرة لا تمت للمبادرة بصلة.

ترشيح لأول إماراتي في برنامج الـ«سناب شات»، وترشيح لأول مطربة إماراتية زاعقت في فلسطين، وأول من صعدت للنهائيات في برنامج «عرب أيدول»، وأول من فصلت عباءة بأجنحة طائرة، وغيرها من الأمور التي لم أستوعبها ولن أستوعبها حتى لو بعد حين.

حسب فهمي المتواضع للمبادرة فهي لتكريم الرواد الأوائل، مثل أول دكتور جامعي وأول طبيب وطبيبة، وأول معالجة بالطب الشعبي، وأول شهيد إماراتي، وأول ممرض وممرضة، والحديث يطول في هذه المجالات.

من وجهة نظري الشخصية لا يهمني أن أسمع عن أول إماراتي تخصص في هندسة الصواريخ البالستية ولم يقم بتصنيع أي شيء، ولا من تخصص في علم الذرة، وغيره من العلوم، لكنه لم يقم بأبحاث أو إنجاز في هذا المجال، فأصبح مثل «خيال مآتة» في مكان عمله، بل المهم أن يكون رائداً متميزاً في مجاله.

هذه المبادرة العظيمة لها قيمة كبيرة وتعكس حرص الدولة على تقدير الدولة الرواد من الرعيل الأول، فالأفضل والأجدى أن نرتقي بالأسماء المرشحة لتكون فعلاً لمن يستحق.

شخصياً لدي ثقة كبيرة بأن اللجنة المسؤولة عن الاختيار على قدر المسؤولية، وبإمكانها اختيار أوائل الإمارات الذين أثروا في غيرهم، وكانت لهم بصمة واضحة، واستطاعوا أن يكونوا قدوة للكثير منا، والحمد لله أن الاختيار سيكون بيد العقلاء وليس الخبايل الذين لن أستبعد أبداً أن يقوموا بترشيح أول شخص دخل المول بشورت قصير، وأول نعاشة إماراتية.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .