ملح وسكر

الملك تحت الضغوط

يوسف الأحمد

الشحن واللغط اللذان يطفوان على سطح أحداث الموسم أحياناً، عادةً يكونان سبباً لحدوث الاحتقان والتوتر اللذين ينعكسان بدورهما على القرارات والأفعال التي تصدر من هنا وهناك. ولعل التربص وتصيد أخطاء الآخرين جاءا ليكونا عادة دخيلة على وسطنا الكروي، كونهما كانا في الماضي من المنبوذات التي تخرج عن إطار العرف والقيم التي تحكم علاقة الأندية، لكن نتيجة الممارسات السلبية وتوابع الاحتراف المزعوم، ازداد ظهورها في المواسم الأخيرة، وهو ما تسبب في توتر علاقات الأندية ببعضها بعضاً.

«مرحلة حرجة وصعبة يمر بها فريق الشارقة، لكنها تتطلب تماسك جميع الأطراف».

والشواهد كثيرة لا حصر لها، بل إن بعض المواقف كشفت عن ما تخفيه النفوس وما يدور فيها، وكأن كل طرف بات منتظراً زلات الآخر، من أجل مقاضاته والتكسب من ورائه. وعلى الرغم من الثقافة السائدة الآن بأن المكاسب تأتي من داخل المستطيل وأحياناً من خارجه، خصوصاً في زمن الاحتراف الذي قلب الحال رأساً على عقب. وقد يقول قائل بأن عجلة الزمن تغيرت، ومعطيات الظرف الذي نعيشه تفرض علينا أن نواكب تضاريسه ومكونات مناخه الجديدة، لكن ذلك لا يعني أن نخلع جلباب الأخلاق والأعراف التي تربطنا، والتي تعتبر أحد أساسيات المجتمع الإماراتي قديماً وحاضراً ومستقبلاً، لذا من الجائز جداً أن يتطور المشهد ونجد أنفسنا أمام فصول جديدة، خصوصاً أن هناك فئة تتمنى ذلك، وتريد أن تحول الوسط إلى ساحة صراع وتعصب مقيت، كفانا الله والمسلمين شرهما!

هل سيرضخ الملك للضغوط، ويجد نفسه مجبراً على القرار الصعب، ويضحي بمدربه البرازيلي بوناميغو في المرحلة القادمة؟

سؤال وهمسٌ تتناقلهما الأسماع في هذه الأيام بين أفراد الشارع، الذي بدا مستاء ورافضاً لنتائج الفريق الأول التي لم تأتِ على مستوى الطموح والأحلام التي رسموها قبل انطلاقة الموسم، عطفاً على نتائج وأداء الموسم الماضي. وتمر فرقة النحل حالياً بمرحلة تنافر فني بين الموسمين، حيث حدثت بعض التغييرات بمغادرة بعض العناصر الرئيسة وقدوم أخرى بديلة، لكن البدائل لم تعطِ النتائج المرجوة إلى الآن، بل خالفت التوقعات التي راهنت عليها، بالإضافة إلى هبوط وانخفاض أداء بعض العناصر الموجودة، وهو ما جعل المدرب يتجرع نار الضغوط التي يمر بها خلال هذه الفترة، سواء من الجماهير أو الإدارة أو حتى من وسائل الإعلام.

وهذه مرحلة حرجة وصعبة يمر بها فريق الشارقة، لكنها تتطلب تماسك جميع الأطراف التي عليها أن تدعم الاستقرار الفني والإداري، وأن تحتكم إلى العقل والمنطق بالبعد عن الانفعال وانعكاساته السلبية، فالوضع يتطلب هدوءاً وصبراً من أجل تجاوز هذه المرحلة، حتى يعود الفريق إلى سابق عهده بتحسن المستوى بعد النتائج غير المرضية والمحبطة لجماهيره خلال الجولات الماضية.

قرار إيقاف قيد اللاعبين الأربعة كان متوقعاً، بعد اللغط الكبير الذي حدث بسبب ساعتي التمديد، اللتين جعلتا منه موضوع الساعة، لكن ثمة مشكلة سيواجهها اتحاد الكرة مع الأندية نفسها التي رفضت القرار وحمَّلت الاتحاد مسؤوليته، بل إن بعضها أعلن أنه سيقاضي اتحاد الكرة لتعويضه مادياً ومعنوياً، وهو ما يعني أننا أمام فصول جديدة للمسلسل، الذي لا نعلم من سيكون بطله في الأخير!

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

 

تويتر