زغرطي يا انشراح

مبروك ألف مبروك «زغرطي وانبسطي يا انشراح»، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، قبل أشهر، عن قلقه من التضييق على حقوق المثلية الجنسية، وبناء على هذا القلق الذي يدعو إلى القلق، صرح أن الأمم المتحدة ستعترف بزواج المثليين جنسياً من موظفيها، وبالتالي يستطيعون ممارسة مثليتهم الجنسية من دون أي قلق!

وقبل فترة طرحت لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة تصويتاً لحماية حقوق المثلية الجنسية من التمييز، مثل الزواج واللواط، وكل أنواع الشذوذ الجنسي التي يندى لها الجبين، وفيها ستين مصيبة ومصيبة.

طبعاً المفرح للأشخاص من نوع «كاسر ملة» أن القرار نال الأغلبية، حيث صوتت 25 دولة لمصلحة القرار، فيما اعترضت 15 دولة، من بينها الإمارات والسعودية والكويت، وامتنع عدد من الدول على التصويت عملاً بالمثل القائل: يتمنعن وهن الراغبات.

يعني عادي أن يخرج أحدهم بعد فترة ليطالب بهذه الحقوق في الدولة، ولا تستبعد أن تشاهد أحدهم يرتدي العباءة في الأسواق ليقول لك بصوت خجول: صوبنا الغالي، وربما ترى تلك البوية (المسترجلة) وقد أتقنت دور الرجل بالغترة والعقال لتجر خلفها صديقتها المغرمة بها، ومن يدري فربما تقام حفلات أعراس لهم.

لا أعرف ما قانونية القرار للدول الرافضة، ولا يمكن أن أقتنع بإمكانية تنفيذه في الدول الإسلامية، وغيرها من الدول التي تملك ذرة من المعايير الأخلاقية، ولا يمكن أن أتخيل كيف ستعيش المجتمعات وسط هذا النوع من الانحلال الأخلاقي الذي رفضته الديانات السماوية وغير السماوية.

كنت أتمنى من الأمم المتحدة أن تهتم بحقوق مسلمي الرهونغا الذين حُرقوا حتى الموت في ميانمار، وأن تبذل جهداً مضاعفاً لمنع المجازر الطائفية في إفريقيا الوسطى، وأن تسهم فعلياً في محاربة العبودية، وأن تسعى لتعديل نظام الأمم المتحدة ومجلس الأمن الذي صار مجلساً للتحيز والتشجيع على الظلم.

عندما تتبنى هذا القرار منظمة دولية مثل الأمم المتحدة، فتأكد أن المجتمع الدولي مستمر في السقوط للحضيض، ولكن مهما حصل ومهما كانت الضغوط سيبقى الجانب الأخلاقي موجوداً لدى العديد من البشر بمختلف طوائفهم ودياناتهم، هذا المعيار الأخلاقي سيبقى صامداً ولن نقبله تحت أي ذريعة، ففي النهاية لا يصح إلا الصحيح غصباً عن أصحاب الهوى والأجندات الإباحية.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi