كل يوم

ما يجب أن يسمعه الأميركان!

سامي الريامي

نحتاج إلى أن يسمع الأميركان والغرب صوتنا، ويحتاجون إلى أن تصل رسالتنا إليهم، صريحة وجريئة وواضحة، بعيداً عن إثارة ومبالغة الإعلام المتحامل، وعن مصالح المنظمات، وحقد الحاقدين والعابثين، الذين يؤثرون سلباً في تكوين صورة غير حقيقية عن دولتنا تثبت في ذهن السياسيين والرأي العام الأميركي عموماً.

«الاستقرار يعم الإمارات، واقتصادنا قوي ومزدهر، ونملك أفضل البنى التحتية في العالم، ومصارف من الطراز العالمي، ومستشفيات ممتازة، والجميع يرغبون في القدوم للعمل والعيش، وحتى التقاعد في الإمارات».

في مؤتمر مهم عقد بداية الشهر في نيويورك، وبحضور عدد كبير من الساسة ورجال الكونغرس والإعلام والاقتصاد الأميركي، يتقدمهم الرئيس السابق جيمي كارتر، قال رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور، في كلمة رئيسة في افتتاح المؤتمر، ما يجب أن يسمعه الأميركان والغرب، ونال استحسان وتصفيق الجميع، لأنه بكل بساطة وضع الحقيقة أمام أعينهم دون تزييف.

قال لهم: «على الرغم من هذا النمو الهائل، تتعرّض الإمارات للاستهداف من وسائل الإعلام الغربية منذ وقت طويل، ينتقدوننا بسبب قوانيننا الصارمة، وعدم تسامحنا في مسألة الفساد، وأسلوبنا في التعامل مع الأشخاص الذين يهدّدون سلامتنا وأمننا القومي، وهذا الانتقاد ليس مبرراً، فمن يستطيع أن يلومنا في التصرف بحزم مع المجرمين؟!

يقودني هذا إلى مسألتَين يبدو أنهما عزيزتان على قلب الإعلام الغربي، والمصطادين في المياه العكرة، عندما يتحدّثون عن دولة الإمارات، وهما: الديمقراطية وحقوق الإنسان! ويبدو تحديداً أن حقوق الإنسان هي من الموضوعات المفضّلة التي يحلو لخصوم الإمارات إثارتها، لذا أود أسألهم: ما تعريف حقوق الإنسان؟ وأحب أن أجيبهم بأن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948 يشير إلى أن حقوق الإنسان هي الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الأساسية التي يجب أن تتمتّع بها جميع الكائنات البشرية، ومنها الحق في السكن الملائم، والديمقراطية، وحقوق الأطفال، والتعليم، والحقوق الاقتصادية، والمأكل، والصحة، وحرية الدين والمعتقد.. إلخ».

«وإذا قارنّا بين ما تقدّمه الدول الغربية لمواطنيها، وما تقدّمه الإمارات، نجد أن الفارق كبير جداً، فجميع مواطني الإمارات لديهم منازل، والأزواج الشباب الذين يعجزون عن شراء منزل يحصلون على دعم ماديّ لائق، حيث يمكنهم تأسيس أسرة، والشباب الذين يخططون للزواج يحصلون على المال كي يُقيموا حفل زفاف، ويبدأوا حياتهم الزوجية،

والتعليم متوافر في الإمارات بأعلى المستويات، وهو متاح أمام الجميع، والحكومة تؤمّن للمواطنين رعاية طبية مجانية داخل الإمارات وخارجها».

«الاستقرار يعم الإمارات، واقتصادنا قوي ومزدهر، ونملك أفضل البنى التحتية في العالم، ومصارف من الطراز العالمي، ومستشفيات ممتازة، وشركتَي طيران كبيرتين (الإمارات والاتحاد)، والجميع يرغبون في القدوم للعمل والعيش، وحتى التقاعد في الإمارات».

«البطالة نسبتها قليلة عندنا، في حين أن شوارع المدن الأغنى في العالم مملوءة بالمشرّدين الذين يعيشون بلا مأوى، تحت الجسور، وفي الأنفاق ومحطات القطار، والسلامة والأمن هما الأولوية القصوى بالنسبة إلينا، ولا نساوم عليهما، بل نضرب بيد من حديد ضد كل من تسوّل له نفسه تهديد أمننا، هذا حقنا وواجبنا، ولن نعتذر لأننا نمارس هذا الحق وهذا الواجب!».

«وإذا كانت الديمقراطية كنظرية، تعني عندكم أن يحصل الجميع على فرص متساوية، ويتمتّعون بالحقوق نفسها، وينعمون بنمط حياة آمن ومريح، ويمكنهم التعبير عن رأيهم، فهل تعتقدون فعلاً أننا نفتقر إلى الديمقراطية في الإمارات العربية المتحدة؟».

«فكّروا ملياً قبل الإجابة، وسأساعدكم عليها، فالقادة في البلدان التي تدعي الديمقراطية جالسون في أبراجهم العاجية، ويحيط بهم آلاف الحرّاس الذين يحجبونهم عن الشعب، في مقابل ذلك في بلادي يمكنني لقاء الحكّام كلما احتجت إلى ذلك، وسوف يصغون إليّ، وأستطيع أن أتّصل بهم، وسوف يجيبون على الهاتف، القادة في الإمارات بإمكاننا الوصول إليهم، ومناقشة شؤوننا المختلفة معهم مباشرة، ويهتمّون بما يريد شعبهم قوله، حكّامنا يهتمون بمواطنيهم والمقيمين في البلاد على السواء، ويهتمون بالبشرية جمعاء، ويقرنون القول بالفعل. فماذا تسمون ذلك؟!».

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر