5 دقائق

استمر ولا تندم

الدكتور علاء جراد

هل قدمت معروفاً لشخص فأصبح هذا الشخص عدوك الأول ويتحين الفرص لإيذائك؟ هل ساعدت شخصاً ما للحصول على وظيفة ثم أصبح هدفه الأساسي إزاحتك عن عملك؟ هل وثقت كثيراً في أحد وفوجئت بأنه يخون تلك الثقة ويورطك في مشكلات لا حصر لها؟ إذا كنت قد مررت بذلك فاطمئن، فأنت على الطريق الصحيح، كما أنك لست وحدك على هذا الدرب الذي يثابر القليلون على السير فيه. دائماً ما نسمع مقولة «اتقِ شرّ من أحسنت إليه»، وأتفق مع ذلك نسبياً، وقد يتوقف أحدنا حتى عن تقديم النصح للآخرين، لأنه أحياناً تقدم المشورة وبمجرد حدوث أي خطأ، وقد يكون بسبب طالب المشورة، ينقلب فوراً ليلومك وكأنك السبب في كل مشكلات العالم، بل قد يتهمك بأنك ضيعت مستقبله! العجيب أن هذا الشخص قد يكون من أقرب الناس إليك، كأن يكون أحد أفراد عائلتك أو من أصدقائك المقربين، فلماذا هذا التناقض؟ وماذا يفعل الإنسان في مواجهة ذلك؟

في رأيي، ولا أدعي أن له مرجعية علمية، أن الإنسان بطبعه لا يحب أن يكون مديناً بالفضل لأحد، ويحب دائماً أن ينسب كل نجاح لذاته.

في رأيي، ولا أدعي أن له مرجعية علمية، أن الإنسان بطبعه لا يحب أن يكون مديناً بالفضل لأحد، ويحب دائماً أن ينسب كل نجاح لذاته، خصوصاً إذا كان ضعيف الشخصية ومهزوز الثقة بنفسه، وبالتالي لا يريد أن يظل في تواصل مع الذي ساعده أو أوصله لهذه المكانة، لأن ذلك يشعره دائماً بأن الفضل لا يعود لمهارته بل لمن ساعده، بالتالي يحاول أن يزيحه من أمامه. وقد سمعت عن قصة زميل ساعد شخصاً في الحصول على وظيفة جيدة، لكن بمجرد أن تم تعيينه عمل جاهداً على إزاحة من ساعده وتسبب في الاستغناء عن خدماته في غضون بضعة أشهر. لا جديد.. هذا هو الوضع دائماً، وكما قال المتنبي «إذا أنت أكرمت الكريم ملكته .. وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّدا». إذن هل نتوقف عن فعل الخير؟ في رأيي لا يجب أن يتوقف الإنسان عن فعل الخير، كما لا يجب لفاعل الخير أن يظل دائماً يذكر الآخرين بما فعله لهم، وعليه أن يسأل نفسه ما الدافع لفعل الخير؟ هل للحصول على جزاء من الشخص لاحقاً؟ أم الوصول لمأرب معين؟ أم هو لوجه الله؟ فإذا كان لوجه الله فلا شك أن جزاءه محفوظ وسيصله من الله، ولنتذكر قوله، عز وجل، في سورة الكهف: {إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً}. إذن استمر في فعل الخيرات ولا تندم أبداً وتأكد أنك كلما أعطيت أكثر ازدادت سعادتك، وتحسنت صحتك النفسية وانتظر الجزاء من مالك الملك.

@Alaa_Garad

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر