السموحة

سواريز يا «حظك» في الكلاسيكو

أحمد أبو الشايب

ارتجف خوفاً، بعد العضة الشهيرة لكتف الإيطالي كيلليني في نهائيات كأس العالم الأخيرة في البرازيل، لأنه اعتقد أن الصفقة التي كانت تجري من تحت الأقدام، بعيداً عن أعين الإعلام، للانضمام إلى برشلونة، ربما لن يكتب لها النجاح.. وبقي القلق مسيطراً على قلب المهاجم سواريز حتى انقشعت الغمامة السوداء، ووقّع رسمياً أوراق انتقاله إلى نادي أحلامه في صفقة أثارت الاستغراب لحجم الملبغ المدفوع الذي اقترب من 100 مليون دولار، وتزامنها مع هجمة شرسة تعرض لها «العضاض» إثر خروجه على النص في مباراة الأوروغواي وإيطاليا المونديالية الشهيرة.

للمرة الأولى سيراقب العالم شيئاً آخر قادماً من بلاد «العضاضين» و«مصاصي الدماء».

الغريب في الأمر، أن شخصية هذا اللاعب وتطورات حياته، يؤكدان أن «الحظ»، يلازمه في كل خطوة وحركة تبدر عنه، وتفتح له المشكلات أبواباً للسعادة والنجومية، ما يدفع الجمهور إلى الضحك من تصرفاته، وتأييد اخطائه بطريقة لا يتصورها العقل، هل هذا حظ وقدر اللاعب الذي يُعتقد - حسب المحللين النفسيين - أنه فقد شيئاً من الحنان في طفولته، أم نوع من «رضا الوالدين» كما نحب أن نسميه، أم نتيجة الموهبة التي يمتلكها والمقرونة بالطيبة والفطرة والبساطة والتلقائة التي هي جزء من شخصية هذا الطفل الشقي؟

عندما وقعت حادثة العض، وتعرض سواريز للنقد والسب وعقوبة الإيقاف بالغة القسوة التي كادت أن تصل إلى حد الشطب من سجلات كرة القدم، اعتقد العالم أن سواريز انتهى ولم يعد له مكان بين الكبار، لكنه فاجأ الجميع بالإعلان عن توقيع عقد أحلامه مع برشلونة الذي تحمّل فترة الإيقاف الطويلة للاعب على أن يستفيد منه لاحقاً.

والمفاجأة الأخرى لهذا اللاعب، هي موعد عودته إلى الملاعب التي رسمها الحظ والقَدَر له بدقة متناهية، لتأتي في اليوم الذي يجمع برشلونة مع ريال مدريد في «كلاسيكو» الكرة الأرضية الذي سيقام مبكراً الساعة الثامنة مساء «بتوقيت الإمارات» يوم بعد غد السبت، على ملعب الفريق الملكي، في مباراة هي الأولى بينهما هذا الموسم.

وكما جرت العادة منذ نحو ست سنوات، فإن الأضواء في مباراة الكلاسيكو، كانت تُسلط غالباً على مورينيو وغوارديولا، ولا تخرج حالياً عن النجمين رونالدو وميسي والمنافسة بينهما في تسجيل وصناعة الأهداف وكسر الأرقام، مع قليل من «البهارات» لنجوم الصف الثاني نيمار وإنييستا وبيل ورودريغو وراموس وبيبي.

لكن اليوم ولأول مرة منذ ذلك التاريخ، سيراقب العالم شيئاً آخر قادماً من بلاد «العضاضين» و«مصاصي الدماء» إنه النجم «دراكولا» الذي شغل العالم بإيقافه وفي لحظة ظهوره مرة أخرى، ليطغى ذلك على حضور رونالدو أو ميسي رغم سعي الأخير لرقم جديد لم يمر في تاريخ الدوري الإسباني «إذا سجل في ريال مدريد».

يوم السبت، العالم سيراقب باهتمام لحظة مشاركة سواريز الذي ربما يلعب أساسياً بعدما أصبح مكانه جاهزاً في ظل تراجع مستوى بيدرو وعدم مشاركة راميريز ومنير الحدادي بانتظام.. لنستمتع بالنجوم سواريز ورونالدو وميسي.

 

***

إذا خالفت إشارة المرور لا مهرب من دفع الغرامة، وكذلك الحال بالنسبة لأزمة «الانتقالات».. لا مجال إلا بدفع تعويضات للأندية.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر