ملح وسكر

خسارة غير متوقعة

يوسف الأحمد

لم تكن خسارة الأبيض الشاب في كأس آسيا المؤهلة لمونديال الشباب مرغوبة أو متوقعة لدى أوساط الشارع الرياضي الذي انزعج وتأسف على ذلك الخروج المحزن، بعد أن أبلى شباب الأبيض أمام أصحاب الأرض، لكنهم عجزوا عن التسجيل وهز الشباك. وقد يكون من سوء حظه أن المواجهة الحاسمة كانت مع منتخب ميانمار صاحب الأرض والجمهور الذي سعى بكل ما أوتي من قوة لتحقيق حلمه الذي جاء على حساب منتخبنا، رغم أنه لم يقدم ما يستحق الفوز والتأهل، إذ كانت الأفضلية والسيطرة لمنتخبنا لكن دون فاعلية أمام المرمى.

من الظلم مقارنة منتخب الشباب الحالي بمنتخب 2008 لأسباب كثيرة لا يمكن حصرها.

في الوقت نفسه، رفضت أطراف عدة تلك الخسارة مثلما رفضت أسباب الهزيمة والخروج التي ساقها وبرر لها البعض، بسبب الفوارق الفنية الموجودة بين المنتخبين والخبرة السابقة التي يتمتع بها منتخبنا، فهي عوامل انصبت لمصلحة أبيضنا لكنها لم تستغل بالشكل المطلوب الذي كان من المفترض أن يجعلنا في نصف النهائي. وعليه أياً كانت الأسباب، فمجموعة اللاعبين قد اجتهدت وخلفها الجهاز الفني، لكنها لم توفق ومن الظلم مقارنتها بمجموعة 2008 لأسباب كثيرة لا يمكن حصرها في هذه الزاوية، إلا أن الأهم أننا كسبنا خامات واعدة ستكون مستقبلاً رافداً للمنتخبين الأولمبي والأول.

في بعض الأحيان تتقاسم الأجهزة الفنية مسؤولية ما يلحق لاعبيها من إصابات وعاهات تكون سبباً في عرقلة مسيرتهم الكروية، خصوصاً عندما يتم الزج بهم وهم في حالة بدنية غير مكتملة أو مؤهلة للمشاركة واللعب، ومرد ذلك بالطبع هو حرص تلك الأجهزة على مصلحتها قبل كل شيء خشية أن تتعرض فرقها للسقوط والفشل، لاسيما في الاستحقاقات المهمة التي يسعون من خلالها إلى تحقيق الفوز والانتصار للابتعاد عن كل ما قد يعكر صفو علاقتهم بالأندية وجماهيرها. وقد تكون حالة الغاني جيان أسامواه واحدة مما تم ذكره آنفاً، فقد خرج من لقاء الظفرة الأخير محمولاً على عكازين بعد إصابته في الثواني الأخيرة، علماً بأنه شارك في آخر نصف ساعة بعد أن حضر قبل المباراة بساعات معدودة، متحملاً رحلة طويلة إثر مشاركته مع منتخب بلده في تصفيات كأس إفريقيا، فقد اعتبر البعض مشاركة جيان في هذه المواجهة غير ضرورية، خصوصاً أن العين كان متقدماً على أبناء الغربية بالثلاثة وكان يلعب بأريحية وثقة تامة بالخروج فائزاً، لكن دخول اللاعب في تلك الفترة لم يكن له ما يبرره من أسباب، لذا جاءت النهاية محزنة لجماهير العين التي استشاطت غضباً من ذلك القرار وحمّلت المدرب مسؤولية الإصابة التي نتمنى أن يخرج منها سليماً معافى لمواصلة مشواره.

بعد الخسارة أمام عجمان، أصبح سواريز مدرب كلباء ضحية جديدة في دورينا بعد تجربة قصيرة لم تتعدَّ ست جولات. والسؤال هنا: ما هي مشكلة أبناء كلباء الحقيقية، هل هي في المدرب أم اللاعبين أم الإدارة؟ فالاتهامات دارت رحاها بين الأطراف الثلاثة، لكن قناعة الجماهير الكلباوية أن المسؤولية تتحملها الإدارة بالدرجة الأولى، كونها صاحبة الأمر والنهي في النادي.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

 

تويتر