ملح وسكر

الوصل.. حديث الساحة

يوسف الأحمد

في كل موسم لابد أن يطفو اسم الوصل على سطح الأحداث، ويصبح حديث الساحة، بل الشغل الشاغل لجماهيره ومحبيه، وها هي الأسطوانة المعروفة تعيد عزف نفسها مع انطلاقة الموسم، فبعد الخماسية الحمراء في شباكهم تعالت الأصوات استياء وتذمراً من هذه الحال التي لازمت أبناء زعبيل في السنوات الأخيرة، والتي جعلت من فرقة الفهود في وضع لا يحسدهم عليه حتى ألد أعدائهم، حيث بات واضحاً أن المشاركة أصبحت لتكملة العدد والبقاء بين فرق المحترفين من أجل تسجيل الحضور فقط، عطفاً على ما تعكسه النتائج ومستوى الفريق في جميع المسابقات، بعد أن كان لاعباً رئيساً في ملف المنافسين على بطولات الموسم في ما مضى من سنوات. فالوضع يعد امتداداً لما يمر به الأصفر من خلل وعلة منذ سنوات عديدة نتيجة غياب الاستقرار الفني والإداري، الذي يعد عاملاً مهماً في نجاح أي مؤسسة، وهو ما لم يتوافر لأبناء زعبيل، والأسوأ من ذلك أن كل مجموعة تأتي لتنسف عمل المجموعة التي سبقتها، بل لا تعتد بجهودها وعملها الذي بذلته، وكأن هناك صراعاً خفياً أبطاله همهم الأول والأخير الكرسي والمنصة دون اعتبار للآثار السلبية التي تنعكس على الفريق الأول والنادي بأكمله. صحيح أن البعض يجتهد ويحاول لكن ذلك لا يجدي نفعاً في هذا الوقت الذي يغزوه الاحتراف من كل صوب، والذي تقوم منهجيته على التخطيط والدراسة ثم تأتي بعدها الحلول. وما يدعو للغرابة أيضاً في حال الوصل هذا الموسم هو الإحلال الذي حدث من خلال جلب عشرة لاعبين من خارج النادي وزجهم كأساسين في الفريق الأول، دون أن يكون أحد من أبناء النادي بينهم، خصوصاً أن في الموسمين الماضيين برزت بعض الأسماء الشابة وفرضت نفسها بقوة، حتى إن جماهير زعبيل عولت عليها الكثير لتكون رافداً وسنداً لأصفرهم في هذه الفترة، لتأتي المفاجأة والصدمة لها باستبعاد تلك الأسماء وركنها على الدكة دون توضيح الأسباب. لذا فإن محصلة البداية اعتبرها المراقبون إنذاراً بأن القادم أسوأ وأن الوضع سيتأزم أكثر لو استمر على ما هو عليه، وعلى المعنيين التدخل لإخراج الأصفر من هذه الحال الصعبة، قبل الدخول في الدوامة!

ما يحصل للوصل نتيجة غياب الاستقرار الفني والإداري، الذي يعد عاملاً مهماً في نجاح أي مؤسسة.

بطولة الخليج لها خصوصية وأهمية وأولوية عند أبناء الخليج لما لها من فضل وجميل على دول المنطقة.

- هل أصبحت دورة الخليج ساحة للابتزاز والاستغلال الذي صار يستخدمه البعض قبيل انطلاقتها من أجل تحقيق المكاسب والمنافع من خلال بيع الحقوق وفرض الأرقام التي لا تتوافق مع حجم البطولة وقيمتها الفنية. أي نعم أن هذه البطولة لها خصوصية وأهمية بل أولوية عند أبناء الخليج لما لها من فضل وجميل على دول المنطقة، انعكست على منشآتها ومستوياتها الفنية والبنى التحتية لديها، لكن ذلك لا يعني أن يسعى البعض للتربح والتكسب من البطولة لتحقيق مآربه الخاصة وفرض أجندته بالتضييق على الآخرين، خصوصاً في مسألة بيع الحقوق التي صارت سلعة تتلاعب فيها كل دولة مستضيفة وتفرض ما تريده من أرقام دون أن تكون هناك آلية أو لائحة تنظم وتضبط هذه العملية التي أصبحت مشكلة مؤرقة للدول المشاركة وجماهيرها. إذ لا يعقل أن يتم بيع الحقوق لشركة أجنبية تقوم بفرض تسعيرات مختلفة بناء على اقتصاد الدولة، متذرعة بسياسة العرض والطلب ومتيقنة في الوقت نفسه بأن هذه الدول ستشتري الحقوق في النهاية، بسبب الضغوط التي ستمارس عليها من جماهيرها أو من خلال تدخل الجهات العليا لديها، نزولاً عند رغبة الجماهير وحباً في هذه البطولة التي لها مكانة خاصة في قلوب الخليجيين.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر