كل يوم

الحرب ضد الإرهاب شرعية ومشروعة..

سامي الريامي

محاربة الإجرام والجهل والتخلف شرف وفخر، لذا فليس لدى دول مجلس التعاون الخليجي التي شاركت في دك أوكار «داعش» ما تخفيه في هذا الجانب، بل إن إعلانها مشاركة طائراتها في ضرب مقار «الدواعش» أمر مشرف يدعو إلى الفخر والاعتزاز، لأنه مكافحة للإرهاب المنبوذ من جميع دول العالم، ولأنه انتصار للمظلومين والمقهورين والمتضررين من هذه العصابة الإجرامية، إضافة إلى كونه أمراً يعيد إلى الإسلام سمعته التي لوثتها عصابات «داعش»، وغيرها من الإرهابيين الذين لا ينتمون إلى الإسلام وهو منهم بريء.

«العالم كله يدرك الفظائع والخطورة التي بثتها عصابات «داعش» بين أهالي ودول المنطقة، وحجم العنف والإرهاب الذي يمكن أن تصدره إلى الدول المحيطة، والإمارات جزء من المنطقة».

هي معركة ضد الإرهاب والعنف والمتطرفين والقتلة والمجرمين، ومشاركة رجال الإمارات فيها واجب، فالإرهاب إذا انتشر لن يفرق بين أحد، وآثاره المدمرة سوف تلحق الأذى بالجميع، والإرهاب تهديد مباشر لاستقرارنا وأمننا ونمط حياتنا، تهديد لتفاصيل حياتنا وحياة أبنائنا، وليس من الحكمة أبداً غض الطرف عنه وتجاهله، وكأن الأمر ليس من شأننا أو اختصاصنا.

ضرب معسكرات ومقار «داعش»، ومشاركة سلاح الجو الإماراتي لا خروج فيه أبداً عن سياسة دولة الإمارات الهادفة دائماً إلى نشر السلام العالمي والمحافظة على السلم والأمن الدوليين، بل تأتي هذه المشاركة لتثبت أن الإمارات تنبذ العنف والإرهاب وترغب في السلام والاستقرار وهي تنشده لغيرها كما تنشده لنفسها، والعالم كله يدرك الفظائع والخطورة التي بثتها عصابات «داعش» بين أهالي ودول المنطقة، وحجم العنف والإرهاب الذي يمكن أن تصدره إلى الدول المحيطة، والإمارات جزء من المنطقة، وضرب «داعش» أولوية لضمان الأمن والاستقرار لجميع الدول في المنطقة.

الإرهاب لا دين له، وأفراد «داعش» ليسوا مسلمين بل هم أعداء للإسلام، وجميع ممارساتهم على الأرض تثبت ذلك، أيّ إسلام ذلك الذي يدعو إلى قطع رؤوس المعارضين سواء كانوا مسلمين أم غير مسلمين، وأيّ إسلام يبيح القتل بأشكاله، والتمثيل بالجثث، وعدم التفريق في القتل بين الصغير والكبير، والمرأة والطفل، إنها وحشية وبربرية، لا علاقة لها بالدين، ولو كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حياً لقاتلهم ودعا إلى قتلهم، فما أحدثوه من تشويه للإسلام، وسماحته، ومبادئه العظيمة، لم يحدثه أحد قبلهم، وانتهاكهم للإنسانية تجعلهم من زمرة هولاكو والتتار، وليس من زمرة الإسلام البريء منهم ومن سلوكهم وتصرفاتهم.

إنها حرب حضارية ضد الجهل والتخلف والإرهاب، والإمارات والسعودية والبحرين من حقها أن تفخر لأنها تشارك في القضاء على الإرهاب، وعلى من اتخذوه سبيلاً للوصول إلى مآرب وأهداف ليست خافية على المسلمين، بل مطلوب منها الاستمرار في دك أوكار «داعش» حتى تقضي عليهم، وتمسح صفحتهم السوداء كقلوبهم وملابسهم من الذاكرة والتاريخ، وتفصلهم عن الإسلام كما فصلوا الرقاب عن الأجساد.

إنها حرب شرعية ومشروعة، ولا خلاف على ذلك، ويجب عدم الاتفات إلى أي رأي آخر، فمنع انتشار الإرهاب، والقضاء عليه قبل وصوله إلينا هو دفاع شرعي تؤيده الشريعة الدينية، والشريعة الدولية، ومن حقنا الدفاع عن أمننا واستقرارنا ومنجزاتنا، واستباق وصول المخاطر من خلال دحرها في أماكنها، بدلاً من انتظار تفاقم الأمور للدرجة التي لا ينفع معها الندم.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر