كل يوم

«الإمارات اليوم».. نحو سنة عاشرة

سامي الريامي

ربما لا يجد القارئ سبباً واضحاً لإصرار الصحف على الاحتفال سنوياً بذكرى صدورها، وربما لا يجد الأمر جديراً حتى بالتذكّر، والوقوف عند المناسبة طويلاً، فالصحف تصدر كل يوم، وبعد قراءتها، تجد طريقها إلى استخدامات منزلية، وإعادة تدوير، فما المغزى من تذكير الناس بالتاريخ، والعالم يشهد في كل ثانية مطراً غزيراً من المعلومات والأفكار، عبر هواتف وألواح ذكية، وتقنيات يحملها الأطفال والكبار في جيوبهم الصغيرة؟

«نحن الصحافيين نعيش الآن عصر التنافسية في الإمارات، ومثلما نسجل بعملنا الصحافي هذا الحدث، وكيف، ولماذا قررت بلاد عربية أن تغادر العالم الثالث، وتنافس الكبار، فنحن نحتفظ بحقنا أن نكون شهوداً على زمن التنافس الإماراتي، وأن نواكبه، ونسرع معه إلى المستقبل».

في مواجهة هذا المغزى، وذلك السؤال، تحتفل «الإمارات اليوم» بالذكرى التاسعة لصدورها، وهي ترى وتسمع القارئ ذاته: الغامض، والمزاجيّ، والذكيّ، وغالباً المنحاز، الذي لايزال يريد الصحيفة الورقية، لأنه يدرك تماماً أنها لم تعد ورقاً فقط، ولأنه يجدها في هاتفه، ويستطيع قراءتها في لوحه الضوئي، ويتابعها على موقع التواصل الاجتماعي، وإذا شاء أن يتصفحها في مقهاه المفضل، أو في مكانه الأثير في البيت، فسيعرف تماماً أن صحيفته مصرّة على الحياة، لأنها لم تتوقف عند نسخة ورقية، وعرفت وسائل أخرى لنشر المعرفة والإمتاع، وأجمل ما فعلته أنها جعلته أمام خيارات متنوعة للقراءة.

هذه تجربة «الإمارات اليوم»، فحينما صدرت الصحيفة في 19 سبتمبر 2005، كان القارئ العربي بين دهشة وتردد في قبول العلاقة الجديدة مع موقع «فيس بوك» الذي بدأ للتو، ولم يكن «تويتر» قد أفسح فضاءه للتغريد بعد، فيما كانت الهواتف تتعلم أبجديات الذكاء التقني في مصانع «أبل» و«سامسونغ»، وكانت الصحف الورقية تقاوم بمواقع إلكترونية بدائية، تُعيد عليها نشر الأخبار.

هكذا وُلدت «الإمارات اليوم» في الأسئلة والتحديات والرهانات، صحيفة محلية في قطع غير مألوف في الصحافة العربية إلا قليلاً. كيف سنجد قصة محلية غير رسمية على الصفحة الأولى يومياً؟ قصة عن الناس، وفي اهتماماتهم الشخصية اليومية، وفي تفاصيل حياتهم. الصحف اليومية الأخرى لا تجد عناء في توافر قصة عربية أو دولية. هل سيتوجه القارئ إلى حجم لم يألفه؟ وهل سيغادر المطولات إلى صحافة مكثفة ومركزة؟

كل ذلك القلق لايزال حاضراً، بعد 3247 عدداً من الصحيفة، ولذلك نحتفل في ذكرى صدورها، لكي تتذكر عائلة «الإمارات اليوم» في صالة التحرير أن الاطمئنان عدوّ النجاح، وأن الحفاظ على مكانة «الإمارات اليوم» بعد تسعة أعوام بات أكثر صعوبة من البدايات، فالصحيفة يملكها القارئ أولاً وأخيراً، وهو من يطيل عمرها، أو يدفعها نحو الاحتضار والموت.

بكل تواضع، أصبحت «الإمارات اليوم» جزءاً أساسياً في المشهد الإعلامي في الدولة، واستفاد من محتواها باحثون في توثيق الحياة الاجتماعية في الإمارات، وكان لتميزها في المبادرات الإنسانية والاجتماعية أثره في تطوير إيقاع العمل العام، وبناء قواعد للشراكات المنتجة بين مختلف القطاعات والشرائح السكانية في الدولة.

لن أسهب في الحديث عن كل نجاح حققته «الإمارات اليوم»، فالمديح هو آخر ما نحتاجه اليوم، ونحن نعيش حقبة الإنجازات الكبيرة في هذا الجزء العربي من العالم. نحن الصحافيين نعيش الآن عصر التنافسية في الإمارات، ومثلما نسجل بعملنا الصحافي هذا الحدث، وكيف، ولماذا قررت بلاد عربية أن تغادر العالم الثالث، وتنافس الكبار، فنحن نحتفظ بحقنا أن نكون شهوداً على زمن التنافس الإماراتي، وأن نواكبه، ونسرع معه إلى المستقبل.

كل يوم والإمارات بخير وأمن ورخاء، وكل عام و«الإمارات اليوم» على قدر عزم هذه البلاد وتوهجها في الزمان والمكان.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر