كل يوم

القضاء على عشوائية المقاصف المدرسية

سامي الريامي

من الواضح أن هناك تركيزاً واهتماماً بالمقاصف المدرسية، وهذا أمر مفرح، فالمقاصف لا ينبغي أن تستمر أبداً كما كانت وسيلة للربح التجاري فقط، من دون الاهتمام بما تقدم من وجبات وطعام وشراب، ومن دون أن يعرف أحد مدى تأثير ذلك الطعام في الطلبة بمختلف أعمارهم.

«المقاصف المدرسية تعاني عشوائية، وفوضى، واستغلال واضح من المورّدين، ومعظمها يُدار بطريقة ربحية تجارية».

المدرسة هي خط الدفاع الأول، وبها يقضي الطالب ساعات طويلة، وحصوله على وجبات صحية تضم عناصر مفيدة لنموه شيء في منتهى الأهمية، خصوصاً أن معظم طلبة الإمارات لا يتناولون إفطاراً صحياً سليماً، ويعانون، بسبب نقص الفيتامينات وكثرة الحلويات والمواد الملونة، أمراضاً لا حصر لها، كما أن عشوائية ما يتناولون أثرت في أجسامهم ونموهم، وأصبحت لدينا أعداد لا بأس بها تعاني مرض السكري، وأعداد أخرى تعاني السمنة، والسمنة المفرطة، وهم مازالوا أطفالاً في المراحل الأولى من أعمارهم!

الرقابة على المقاصف المدرسية، وتركيز وزارة التربية الحالي على ذلك، شيء في غاية الأهمية، فقد عانى هذا المجال غياباً واضحاً عن الرقابة في السنوات السابقة، والرقابة يجب ألا تهتم بالأسعار فقط، بل بمكونات الوجبات التي تورد لمدارس الدولة، بحيث تتناسب المكونات الغذائية للوجبة مع كل مرحلة من مراحل التعليم، بدءاً من رياض الأطفال وحتى الثانوية العامة، وتالياً يحصل كل طفل على احتياجاته الغذائية الصحية السليمة، وكذلك الشاب اليافع، مع مراعاة الفرق في هذه الاحتياجات وفقاً للمرحلة العمرية.

المقاصف المدرسية تعاني عشوائية، وفوضى، واستغلال واضح من الموردين، وفي معظمها تدار بطريقة ربحية تجارية، والأسعار في معظم المدارس، وتحديداً في مدارس القطاع الخاص، مبالغ فيها، وعلاوة على ارتفاع سعرها، فإن قيمتها الغذائية في الغالب متدنية جداً، بل تكاد تكون سبباً رئيساً في إصابة كثير من الأطفال والطلاب بالأمراض، فهي وجبات غير صحية تحتوى على نسبة دهون عالية، وملوّنات مضرة!

ولا أنسى مكالمة تلقيتها منذ فترة من ولي أمر طالب في مدرسة خاصة قال غاضباً: «هل تصدق أن ابني والطلاب في المدرسة يتناولون (مكبوس اللحم) كإفطار، ثم نلومهم نحن، ونتعب معهم، بسبب زيادة أوزانهم»! سألته مستغرباً: «وهل يُباع (المكبوس) في المقصف»؟! أجاب: «نعم، لأن بعض العاملات في المدرسة دخلن في (بزنيس) المقصف، ويورّدن وجبات منزلية من نوع (المكبوس) و(ورق العنب) وغيرهما، تُباع للطلبة كوجبة إفطار»!

ومن المؤكد أن هناك ممارسات أخرى ربما تفوق ضرر «مكبوس اللحم» صباحاً، لذا فإن التوجه الحالي الذي تعتزم وزارة التربية المضي فيه، للاهتمام والتركيز وفرض الرقابة على أسعار الوجبات الغذائية في المقاصف المدرسية، ومكونات هذه الوجبات، والقضاء على عشوائية وفوضى المقاصف، أمر في غاية الأهمية، لا يقل أبداً عن الاهتمام بتطوير مجمل العملية التربوية والتعليمية، ونتمنى أن نرى نتائجها قريباً في جميع المدارس الحكومية والخاصة في الإمارات، ويكفينا إصابات بالسكري والسمنة بين الأطفال، فالدولة تحتاج إلى كل فرد فيها، وهذا الجيل هم مستقبل الدولة.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر