مزاح.. ورماح

حلو وكذاب!!

أحمد حسن الزعبي

غالباً ما ترتبط كلمة حكومة في ذهن المواطن العربي بالأشياء السلبية؛ الميزانية.. المديونية.. رفع الدعم.. النكد العام.. اللف والدوران.. القوانين الجديدة.. الصرامة.. الغرامة.. رفع الأسعار.

ولو كان لرسام كاريكاتير أن يرسم الحكومة على هيئة امرأة، فإن أنسب صورة تناسب مواصفات الحكومة هي «زوجة الأب» ذات العينين الحادتين والشامة البارزة البشعة، وشعر الحاجب الكثيف، ورباط الرأس والأنف الكبير، ومريول الطبخ المتسخ والهراوة الخاصة بترقيق العجين التي تمسكها بيدها مهددة ابن زوجها اليتيم «الشعب» البريء الذي لا يجد من يدافع عنه لحظة غياب الأب أو تغيبه.

لكن في إيطاليا الوضع يختلف تماماً عنا.. هل تعلم عزيزي القارئ أن نصف أعضاء الحكومة الإيطالية العاملات الآن هن من أجمل جميلات إيطاليا.. قسماً بالله لا أمزح، برلسكوني «النسونجي العالمي» لم يكن طفرة في إيطاليا في تعيين الوزيرات الجميلات في حكومته قبل أن تتم تنحيته، فقد جاء خليفته «ماتيو رينزي»، وهو رجل ملتزم بطبعه، ليس لديه مهارات اللفّ والدوران كسابقه برلسكوني، فهو يقضي وقته من الدوام إلى البيت ومن البيت إلى الدوام، أو بالأحرى مكبوس بين حكومتين «الحكومة السياسية» و«الحكومة البيتية»، ومع ذلك عند التشكيل لم يغفل الجمال الإيطالي في حكومته، ولسان حاله يقول: «هاي إيطاليا وهاي خلفتها منين أجيب (بشعين)»!! وكي لا نسهب بالشرح كثيراً، فمن أمثلة الوزيرات باهرات الجمال طويلات القامة ناصعات الهامة مستديرات الوجه ساحرات الابتسامة:

«ماريا إيلينا بوشي» عمرها 33 عاماً فقط، وتشغل منصب وزيرة الإصلاح.. تخيّلوا وزيرة الإصلاح عمرها 33، بالتأكيد ستكون مقبلة على الحياة والتغيير، راغبة في تعديل كل «العوج» الذي في بلدها. في معظم بلادنا الوزير الذي يتسلم ملف الإصلاح السياسي يكون بالأصل «كوم حديد».. سكري على ضغط على «أربع شبكات قلبية» على ديسك على «بروستاتا» «ألا دونا على تريه».. فكيف لهذا الشخص أن يهتم بالحياة السياسية إذا كانت حياته الشخصية كلها دمار شامل؟

ومن الوزيرات الجميلات كذلك «فيدريشا موغيريني» (41 عاماً)، وقد تم تعيينها، أخيراً، وزيرة للخارجية في الاتحاد الأوروبي، وأعتقد أنه لا جدوى من مقارنة بعض وزراء خارجية العرب بــ«فيدريشا» الإيطالية.

جميل تغيير الصورة النمطية للحكومة، حتى لو لم تتغير السياسة.. على الأقل إن لم تفِ الحكومة بوعودها تستطيع أن تغنّي لها «حلو وكذاب» وأنت مرتاح!

لكن ماذا ستغنّي لوزير موجود على كرسيه منذ العصر الطباشيري، ومحيط أنفه أوسع من شارع عبدالمنعم رياض، ويتكلم عن ضرورة ترك المجال للقيادات الشابة! «جنة نعيمي في قفاك» مثلاً؟؟؟

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر