5 دقائق

أضئ شعلة التعلم

الدكتور علاء جراد

يطمح كل إنسان إلى التميز ويرغب في أن يكون شيئاً مذكوراً، حتى ولو لم يكن لديه هدف محدد في الحياة، فهناك دائماً دافع لأن يحسن الإنسان من مستواه ووضعيه المالي والاجتماعي، وربما الفكري أيضاً، وإن كان المحور الأخير لا يحظى بأولوية لدى الكثير. وحتى يتطور الإنسان ويرتقي بنفسه مادياً ومعنوياً واجتماعياً وفكرياً فلابد له من عمل أشياء جديدة، وعمل الأشياء الجديدة يتطلب امتلاك مهارات ومعارف جديدة وصقل تلك الموجودة. ولكن كيف يتم اكتساب معارف ومهارات جديدة؟ ما العملية التي إن سار بها الشخص اكتسب تلك المعارف والمهارات؟

«التعلم هو الشعلة التي تنير لنا الطريق وتهدينا إلى الطريق الصحيح وتبعدنا عن الزلات وتساعدنا على التعامل مع التحديات والمشكلات».

إنها عملية «التعلم»، بل «رحلة التعلم» التي لا تنتهي طالما الإنسان على قيد الحياة، إن التعلم هو الشعلة التي تنير لنا الطريق وتهدينا إلى الطريق الصحيح وتبعدنا عن الزلات وتساعدنا على التعامل مع التحديات والمشكلات، تلك الشعلة التي لابد لكل منا أن يتشبث بها ولا يتركها ثانية واحدة، إن التعلم هو الذي يساعدنا على فهم ذاتنا ويساعدنا على فهم من حولنا ويختصر المسافات، بل إن التعلم يساعدنا على أن نكون أناساً أفضل ونرتقي في معاملاتنا. وإذا خمدت شعلة التعلم يعيش الإنسان في ظلام يتعثر في كل عقبة تواجهه ويكرر ما فعله من أخطاء لأنه لا يرى أمامه. وللتعلم مستويات وطرق مختلفة، ويختلف التعلم عن التعليم الأكاديمي، فالأخير هو أحد وسائل التعلم، ولكن قد يكون نظام التعليم عقبة في طريق التعلم ما لم يراعِ الفروق الفردية والمهارات والمواهب، بل قد يقتل نظام التعليم تلك المواهب في مهدها.

إن التعلم الفردي هو ذلك النوع من التعلم الذي يحدث في إدراك الفرد ويساعده على تغيير سلوكه، كأن يتعلم الإنسان استخدام تطبيق جديد فيساعده ذلك على إنجاز عمله والحصول على المخرجات بسرعة. أو يكتسب معارف جديدة في علم النفس تساعده على فهم شخصية ودوافع من يتعامل معهم. لقد حثنا القرآن الكريم على التعلم والتدبر والتأمل والقراءة، وقد تغنينا القراءة عن حضور الكثير من الدورات التدريبية. رحم الله أحمد شوقي الذي قال «العلم يرفع بيوتاً لا عماد لها.. والجهل يهدم بيوت العز والكرم».

Alaa_Garad@

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر