كل يوم

في أوروبا.. لا شيء دون مقابل!

سامي الريامي

واجهت هيئة الطرق والمواصلات العامة في دبي سيلاً من الانتقادات والاعتراضات، عندما طبقت نظام التعرفة المرورية (سالك) على عدد من شوارع دبي قبل أعوام عدة، وأخص بالذكر هنا الإخوة الأجانب بالتحديد، فقد أبدوا عدم رضاهم عن هذه الخطوة، ولايزالون يمتعضون من فرض أي رسوم خدماتية في أي مجال، ويرغبون في الحصول على أفضل وأرقى الخدمات، دون أي مقابل لذلك!

«لا توجد في الإمارات دورة مياه في محطات الطرق السريعة، أو في المراكز التجارية، يدخلها الإنسان نظير مبلغ مالي، في حين أن دخول (الحمام) في أوروبا يراوح بين درهمين ونصف وخمسة دراهم، عند كل زيارة لدورة المياه!».

بشهادة عالمية، طرق الإمارات هي الأرقى على مستوى العالم، فلقد حصلت الدولة على مركز متقدم جداً في كفاءة شبكة الطرق والبنية التحتية، والزائر لأكثر مدن العالم تقدماً مثل نيويورك ولندن وباريس، سيلحظ للوهلة الأولى أنه لا توجد مقارنة في جودة ومساحة ومستوى الطرق بين هذه المدن ودبي، ومع ذلك فإن المقيمين والزوار لإيطاليا ولندن وغيرهما، يدفعون مبالغ مالية لا تقل عن 20 درهماً (3.5 يورو)، وتتصاعد لتصل إلى 15 يورو (70 درهماً)، عند اجتيازهم بعض الطرق الخارجية السريعة، وفي أغلب المدن «المتطورة» بوابات الدفع تشهد ازدحاماً، لأنها في معظمها يدوية، أو عن طريق موظف يجني المال في الوقت ذاته، في حين أن التعرفة في دبي أربعة دراهم، تستقطع إلكترونياً، عن طريق بطاقة إلكترونية متطورة جداً، ولا حاجة إلى الوقوف أو المحاسبة عند بوابات على الطرق السريعة!

لا توجد في الإمارات بأسرها دورة مياه في محطات الطرق السريعة، أو في المراكز التجارية، يدخلها الإنسان نظير مبلغ مالي، وهي جميعها على درجة كبيرة من النظافة، في حين أن دخول «الحمام» في أوروبا قلما يكون مجاناً، بل هو بمقابل يراوح بين درهمين ونصف وخمسة دراهم، عند كل زيارة لدورة المياه!

رسوم مواقف السيارات في الإمارات، هي في الأغلب درهمان في الساعة، وخمسة دراهم في الساعتين، في حين هي في أوروبا خمسة دراهم للساعة، وعشرة دراهم للساعتين، ليس هذا فحسب بل إنه لا توجد مواقف سيارات مجانية أبداً، حتى في المراكز التجارية ولنزلاء الفنادق، وهذا ما لا يوجد في الإمارات، فزوار المراكز والفنادق هنا ينعمون بمواقف مجانية طوال فترة وجودهم في المركز التجاري أو الفندق، في حين أن الفنادق الأوروبية تفرض رسوماً لا تقل عن 130 درهماً لليلة الواحدة، ولا يشفع للشخص أنه نزيل في الفندق!

مفهوم الخدمات منعدم تماماً في الدول الأوروبية، لا يوجد شيء دون مقابل، وحتى ما تأخذه بمقابل فإنك تأخذه بأسوأ معاملة وأسوأ خدمة، في حين أن التفاني في خدمة الزبون هو سمة عامة في معظم أماكن دبي العامة قبل الخاصة!

وبعيداً عن القطاع الخاص، فإن الخدمات الحكومية المجانية معدومة تماماً، كل شيء بمقابل، وفي أغلب الأحيان المقابل أعلى من الخدمة، فالمشي على شوارع مدينة مثل ميلانو لا يستحق قيمة الرسم المدفوع للطرق هناك، لكن مع ذلك الجميع يدفع، ولا اعتراضات، فلماذا الاعتراض أو الامتعاض عندما تفكر دبي في استقطاع رسوم مالية ضريبة القيادة على طرق هي الأفضل على مستوى العالم؟!

ما يجده الأوروبيون هنا لا يمكن لهم أن يجدوه في جميع دول الاتحاد الأوروبي، يكفي أنهم يعيشون بعيداً عن كابوس الضرائب، الذي يستقطع 30% من دخلهم الشهري وأكثر، يكفي أنه لا توجد أي ضرائب على مشترياتهم، في حين يعاني الزائرون للدول الأوروبية إجراءات طويلة وطوابير طويلة في المطارات لاسترجاع أموالهم من ضرائب المشتريات!

reyami@emaratalyoum.com

twitter@samialreyami

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر