مزاح.. ورماح

«دوا كحة»..!

عبدالله الشويخ

راسي يعورني.. خذ «دوا كحة».. فيني زجام.. خذ «دوا كحة».. متضايق.. خذ «دوا كحة».. بطني يعورني.. خذ «دوا كحة».. I want to be high.. خذ «دوا كحة».. أبا انتحر.. خذ «دوا كحة»..

فيني كحة.. خذ عسل سدر!

علاقتنا بالأدوية تحتاج إليك يا فرويد!

أحب المؤسسات التي تعمل بصمت، وتنجز الكثير، وما أقلها، ليس بالضرورة أن تكون قاعدة، لكن على الأغلب أن نظرية «أسمع جعجعة ولا أرى طحناً»، بالنسبة للذين يملؤون الدنيا ضجيجاً، والمحصلة لا شيء في العالم الحقيقي، وهناك الأكثر عملاً والأقل حديثاً، والأمر ينطبق بالطبع على الاتحادات العمالية العربية.

أذكر أنني كنت عضواً في اتحاد عربي معين (ما بخبر!)، وقد قضينا أول ثلاث سنوات بعد تأسيسه في خلاف بين دولتين على «كارنيهات الاشتراك»، وطريقة توصيلها إلى الأعضاء، وفي هذه السنوات الثلاث لم يقم الاتحاد بإصدار كتيب واحد، ولا بترجمة مرجع واحد. بس تعال قل «سفرية»، لتبادل التجارب مع الدول الأخرى، وتهب الحياة فجأة في الجميع، خصوصاً إذا كان موعد «التلاقح الفكري» هو فصل الصيف.

ما علينا! من الاتحادات التي تستحق أن يرفع لها العقال اتحاد الصيادلة العرب، فهو الجهة ــ على حد علمي ــ التي نجحت في أن نتسلم، نحن خريجي المدارس الحكومية، النشرة العلمية مع كل دواء نشتريه، بلغتنا العربية، وهذا إنجاز كبير، قياساً بحساسية هذا الأمر وأهميته، فالأخطاء الدوائية قد تكون قاتلة، في كثير من الأحيان!

تبقى قضية أن تتحدث وأنك تعتقد العبقرية في المقابل، بالأمس قررت أن أصبح كائناً متحضراً وأقرأ النشرة المرفقة مع أحد الأدوية.. تفضل: هذا الصندوق يحتوي على 25 حبة ميكلوزين هيدروكلوريد عيار 25 مليغرام، وبايروكسن هيدروكلوريك عيار 50.. هل رأيتم ما هو أروع من هذا الوصف؟ فعلاً ما الذي كنا سنفعله لولا الأطباء!

هناك ملاحظة مهمة للمستخدم تقول: يمكن تكثيف تأثيرات المواد المخفضة للجهاز العصبي المركزي والمواد المضادة لإفراز الكولين بواسطة الميكلوزين.. والله جزاكم الله خيراً!

أنا فعلاً كنت أخشى قضية الكولين هذه!

أبسط عبارة في النشرة كانت: في حال الكاللوكيما قد يحدث سهاد وازدواج رؤية وتهيج!

هل يحتاج المرضى لدينا لتصبح أوراق الأدوية مثل كاتالوج السيارة، موجودة دائماً ولا أحد يقرؤها؟

قليلاً من التبسيط للجهلة طبياً من أجل خواطرنا، ولكي نقلل قليلاً من دوا الحكة!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر