مزاح.. ورماح

«واتسااااب!»

عبدالله الشويخ

هل تذكرون طنط عطيات؟! أو ربما طنط عنايات، تلك السكرتيرة الكلاسيكية التي كانت الإدارة تنهار إذا لم تحضر.. كانت أحد اللوازم الخالدة في أي مؤسسة حكومية، تعرف أرقام الجميع وتتصل بهم جميعاً قبل عقد أي اجتماع، وتكرر جملتها الآلية: آلو السلام عليكم.. حضرتك الاجتماع يوم السبت الساعة تسعة الصبح.. المدير بيئول جهزوا السيلايدات.. كان يوم السبت دواماً كما تذكر.. نظارتها المسماة بـ(كعب كباية) ومكتبها المليء بالملصقات الصفراء، وساندويشاتها التي تحضرها من المنزل يومياً، وتلك النظرة التي تعطيك إياها وهي تشير إلى مكتب المدير قبل أن تدخل عليه كي تعرف أن الحبيب مزاجه متعكر اليوم، ولا داعي لأن تجلس دون أن يُطلب منك ذلك!

منذ مدة بسيطة لم تعد طنط موجودة في حيواتنا، ولم يعد هناك داعٍ لاتصالات التأكيد وعدم التأكيد والتأجيل والإضافة للاجتماعات، فالوافد الصغير بشعاره الأخضر المميز أصبح يحمل حتماً مجموعة اسمها «الدوام»، ويتم تداول المعلومات الخاصة بالاجتماع مع إضافة تلك الوجوه السخيفة بعد كل تعليق استظرافي من أحد الموظفين.

لديك بالطبع مثل أي شخص آخر مجموعة العائلة، ومجموعة العائلة الأكبر، ومجموعة العائلة والأنساب، ومجموعة أصدقاء المدرسة، وجروب القبيلة من هذا الصوب، وجروب القبيلة من ذاك الصوب، ومجموعة المقهى، ومجموعة كرة القدم، ومجموعة الهوايات المشتركة، ومجموعة تشبه الوعاء الذي يستوعب أي شيء آخر ولنسمّها «شمبر».. سهّل البرنامج الكثير من الأمور التنسيقية.. يكفي أن تكتب في مجموعة الكرة: «تم حجز الملعب اليوم س 9 مساءً»، وتريح نفسك من أعمال طنط عطيات وعشرات الاتصالات.

إلا أن ثقافة الاستخدام مازالت تحتاج إلى بعض «قلة الأدب» لكي يتعلم الأعضاء الأدب.. فحين تكون معي في مجموعة الدوام فأنا لا أتوقع منك رسائل حول الفوائد الصحية للبطاطا الحلوة.. وحين أضعك في مجموعة كرة القدم لا ترسل لي عبارات رومانسية سخيفة على غرار: «من يحبك سيجد الوقت لكي يهتم بك»، خصوصاً حين تكون صورة «بروفايل» المجموعة: جوتي رياضة!

صدقني لا معنى لأن ترسل فيديو لخالد حرية وهو يطبخ لمجموعة عنوانها «لجنة المقاييس والجودة»!

كما أن هناك معضلات حقيقية تحتاج إلى إجابات.. حين أرسل نكتة من «إياها» إلى جروب الأنساب بدلاً من جروب «شمبر».. ما هي أفضل الطرق لإعادة ترميم سمعتي.. خصوصاً حين يقوم القوم بتغيير اسم المجموعة إلى «المحترمين»؟!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر