مزاح.. ورماح

«دي بشرة خيييير..!!»

عبدالله الشويخ

الأصل أن اليوم هو الأحد! وهو لعمري أشد أيام الأسبوع قرفاً.. الجميع يحس بتلك الحالة السخيفة من الرغبة في عمل لا شيء، ثم الاستراحة من هذا العمل لفترة لا بأس بها!.. الممرات تخلو من الابتسامة.. لا أحد يجرؤ على التظارف أو الحديث حول الطاقة الإيجابية والانطلاق والعمل والإنجاز في هذا اليوم، الجريئون يبدؤون الحديث عنها يوم الثلاثاء، والواقعيون يتحدثون عنها يوم الخميس.. هل أنت مثلي؟ هل شعرت بتلك الكهرباء الخفيفة حينما قرأت كلمة «خميس».. رددها خمس مرات، وأخبرني عن حالتك النفسية!

إلا أن اليوم بكل تأكيد سيكون «أحداً» مختلفاً، صدقني ستلمح بعض الابتسامات هنا وهناك.. ستسمع عدداً من التعليقات الظريفة!.. ربما دخلت عليك إحدى الزميلات وهي تحمل «جباب» صناعة منزلية.. أنت تعرف أنها لا تمشي إلا وخلفها أربع بشكارات، وثلاث وصيفات، ومن المستحيل أن تضع يديها ولا في علبة «نوتيلا»، إلا أن (نفسك الدنيّة)، ورغبتك في الحصول على قطع عدة، تجعلانك تقول لها: «عاشت ايديج!».. سبب هذه السعادة التي تحسها اليوم، وقد انتشرت هنا وهناك، هو كما لا يخفى عليك أن عدداً من إدارات المرور أعلنت عن نسبة تخفيض مقدارها 50% على مخالفات الرادار!.. سجدة شكر!

لا أذكر بيتاً قاله أحد الشعراء الإماراتيين في برنامج شاعر المليون، يحمد الله فيه على النعم، ثم يذكر بأن أكبر همومنا على عكس الآخرين هو كم مخالفة مرورية لدينا.. وهي نعمة حقيقية.. إلا أنه لا عيب في الطموح نحو الأفضل.. فأنا مثلك أفهم تماماً أن الرادارات هي الطريق الأنسب والأفضل والأسهل والـ... للمتهورين وما أكثرهم، لكن الفكرة في الحفاظ على سلامة السائقين، وليست في أي أمر آخر، فلماذا لا يكون هناك «ستاندارد» يمكنني السير عليه؟! أنا أعرف أن السرعة على شارع الإمارات هي 140 كيلومتراً بحد أقصى.. إذاً لماذا الـ(...) وتغييرها إلى 130 في الشارع الواصل بين شارع الإمارات وشارع الاتحاد هكذا فجأة؟! ولماذا تنخفض فجأة إلى 110 في شوارع أخرى؟! وقبل أن تستوعب هذا التغيير.. طب.. هلا بالفلاش.. جانا العيد أهو جانا العيد!.. على الأقل ضعوا لوحة «عزيزي السائق ابتسم» قبل كل رادار!

إذا كانت الفكرة هي في السلامة، فلماذا نرى بعض أفراد إدارات المرور المحلية يقومون بحركات تمويه مختلفة، من لبس زيّ الشجرة.. إلى الاختباء فوق الجسر.. إلى التخفي في سيارة مدنية..! هل الأمر يستحق؟!.. أحياناً حينما أكتشف أنه كمين أكاد أتسبب في حادث لفرط خوفي.. الأمر أشبه بمباراة ذكاء وليس بطرف يرغب في الحفاظ على حياة طرف آخر..

أما أصعب المواقف على نفس الحر، فهو حينما ترى 30 شاحنة، قد أوقفتها سيارة «تويوتا»، لتسجيل المخالفات، لا أعرف لماذا كلما رأيت مشهد الشاحنة الضخمة، التي وقفت بسبب إشارة من سيارة صغيرة أقول في نفسي: أفا يالشنب؟!

مبروك علينا جميعاً.. ولنغتنم الفرصة، وعسى الله أن يتمم بالقرار على جميع إدارات المرور، التي أعلم أنها لن تعلق على ملاحظاتنا سوى بكلمة: قولوا ما شاء الله!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر