مزاح.. ورماح

على طريقة جولي

أحمد حسن الزعبي

بعد أن رأتها أمه في عرس ابنة عمته، وبعد التمحيص في السؤال عن أهلها، وأخوالها وأعمامها وبنات خالاتها وبنات عمّاتها، ورصد «فوتاتها وطلعاتها»، وقعت النية في قلب الرجل، ولأنه قرار مصيري يترتب عليه «نسب ونشب»، فلابد من التأني في اتخاذ القرار، والتفكير بجدية وعمق، واستشارة ذوي العقد والعزم في أمور كهذه، فالزواج يحتاج إلى رويّة وتمهّل، لذا بقي حبيبنا أكثر من 10 سنوات وهو يتعرّف إليها وإلى طباعها وسلوكها وأخلاقها، ويسجل ملاحظات في دفتر صغير، وأخيراً وبعد مضي عقد كامل من جسّ النبض و«التمحيص» و«التعرف إلى طباع بعض»، وبعد إنجاب ثلاثة أولاد، واحتضان ثلاثة بالتبني قرر براد بيت بخطوة مفاجئة بعد التوكل على الله طبعاً، الزواج من أنجلينا جولي!

10 سنوات وستة أولاد يشهدون على الزواج يا ظالم! طيب كل هذه المدّة «كنتم بتعملوا أيه؟!»، الواحد يتعرف إلى الثاني من خلال كوب «ليمون بنعنع»، قدح «كباتشنو» في «مول» متواضع، علبة «ميراندا» في كاريدور الوظيفة، 10 سنوات وأنت تختبر! هل تعلم أنه في هذه المدة قد أطلقت «ناسا» 20 قمر تجسس على آسيا يا رجل! على أية حال، أكثر ما يحيّرني في موضوع زواج أنجلينا جولي والنجم براد بيت، هو تهاني الأصدقاء، فقد جرت العادة أن يقول المهنئون للعروسين عبارة: «بالرفاء والبنين»، لكن في وضع براد بيت وجولي بماذا سيهنئهم أصدقاؤهم، فمن حيث «البنين» ما شاء الله ستة في عين الحسود ونجوم هوليوود، وأما الرفاء فحدّث ولا حرج، فهل تريدون أكثر من 10 سنوات رفاء وجزراً بحرية متبادلة كهدايا في أعياد ميلادهما.

**

الغرب «بالهم طويل» جداً في اتخاذ القرار، عكسنا تماماً، هنا مجرّد أن تغادر آخر مدعوّة حفل الخطبة، وتجرف «الكنافة» المهروسة والملتصقة بدرج البيت وبلاط الأرضيات بـ«المجرود»، وتقوم «حماتك» بشطف الصالون والدرج الذي جرى فيه الاحتفال، طالبة منك أن ترفع رجليك لتمسح ما تحتهما من «دبق المدعوين»، وبعد ظهور شقيق العروس المنتظر آخر العنقود من غير بنطال في المنطقة المحرّمة ما بين المطبخ والحمام، يميل حماك جانباً ويهمس في أذنيك: «متى رح تتجوزوا؟ طوّلت الخطبة..!»، فتقول له والعرق يتسلل من شعاب صدرك وظهرك تحت القميص المزرر حتى الحنجرة والبدلة حالكة اللون «إن شاء الله عمي، أول ما آخذ الجمعية!».

**

سياسياً.. ماذا لو بنت الشعوب مع بعض الأنظمة العربية علاقة تعارف واختبار لسنوات تجريبية على طريقة براد بيت وأنجلينا جولي، إن توافقت استمرت وثبّتت العلاقة بشكل «دستوري»، وإن اختلفت «كل واحد من طريق..!».

فقد ملّت الشعوب «من زعيم الغفلة»، الذي يعقد قرانه عليها في يوم وليلة، كما لم يعد يناسبنا «زواج القاصرات».

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر