5 دقائق

تحدي دلو الأرز

الدكتور علاء جراد

انتشرت أخيراً حمّى «تحدّي دلو الثلج» ويتلخص الموضوع في رفع الوعي حول مرض «التصلب الجانبي الضموري»، وهو مرض غير معروف الأسباب حتى الآن، ولم يُكتشف علاجه بعد، ويؤدي إلى ضمور في الخلايا العصبية، وبالتالي لا يستطيع المريض التحكم في عضلاته، ومن أشهر المصابين به عالم الفيزياء «ستيفن هوكينج»، ولأن المرض يحتاج إلى كثير من الدراسات والأبحاث ظهرت الحاجة إلى مزيد من التبرعات، وفكرة التبرع هي أن يقوم الشخص بسكب دلو من الماء المثلج فوق رأسه، ثم يسمّي ثلاثة أشخاص ليقوموا بهذا التحدي خلال 24 ساعة، وإلا فإن على الشخص الذي لم ينفّذ التحدي أن يتبرع بمبلغ 100 دولار لجمعية ALS التي تهتم بهذا المرض، وحتى يثبت من قبلوا التحدي أنهم نفذوا المهمة، فإنهم يصوّرون أنفسهم ويقومون بوضع الصور على «فيس بوك».

«ما الفائدة من سكب دلو من الماء النظيف المثلج والصراخ أمام الكاميرا، ثم رفع الفيديو على الإنترنت؟».

ولديّ هنا بعض التساؤلات، هل من يقومون بالتحدي يهربون من التبرع؟ وقبل ذلك هل يعلم المشتركون في هذا التحدي ما هي خلفيته وسبب قيامهم بذلك؟ أو هل قرأوا عن المرض؟ ما الفائدة من سكب دلو من الماء النظيف المثلج والصراخ أمام الكاميرا، ثم رفع الفيديو على الإنترنت؟ وبالنسبة لنا في العالم العربي هل كنا نعرف عن هذا الموضوع قبل أن يأتي إلينا من الغرب؟ ولماذا أصبحنا مقلدين إلى هذا الحد، بدءاً من «ستار أكاديمي» وبرامج الواقع التافهة التي لا تضيف أي قيمة تُذكر، وانتهاءً بالتقليد في التقاط الـ«سيلفي» ودلو الثلج. ليتنا نقلد الغرب في احترام العمل، فمتوسط إنتاجية الموظف العربي في اليوم 18 دقيقة، في حين تزيد على سبع ساعات في اليابان وأوروبا.

هناك سيدات وأطفال في إفريقيا وآسيا يمشون يومياً ثلاثة كيلومترات لجلب دلو من الماء للشرب، وليته صالح للاستهلاك. الأولى أن نشترك في مبادرة لها جمعية على شبكات التواصل اسمها «تحدي دلو الأرز»، حيث يقوم الشخص بشراء دلو أو كمية من الأرز ومنحها لشخص فقير، ويمكن التبرع بالقيمة لجمعية خيرية. الأولى أن نقوم بعمل نافع ومفيد بدلاً من إهدار الماء، ولنتبرع أيضاً لجمعية دلو الماء هذه لكن دون إهدار للماء الذي سيكون سعره في عام 2050 أغلى من الذهب، بل يطلق عليه الآن الذهب الأزرق. شكراً لمن رفضوا الاشتراك في هذا التحدي، ومنهم الفنانتان سميرة سعيد ونانسي عجرم.

@Alaa_Garad

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر