5 دقائق

رسالة إلى الآباء والأمهات

د.عبدالله الكمالي

بدأ العام الدراسي الجديد، واستعد جميع الطلاب والطالبات للعودة إلى مدارسهم، فالمدرسة هي المنزل الثاني، ومعها بإذن الله يكون المستقبل الجميل لجميع الطلاب والطالبات، وعلى الآباء الكرام والأمهات الكريمات مسؤولية كبيرة في متابعة دراسة وتعليم أبنائهم وبناتهم، فمهما كانت المدرسة متميزة في تعليمها، فلا يمكن أبداً إغفال دور الوالدين في التربية والتعليم، فمن يفكر جيداً في مستقبل أولاده فعليه الانتباه منذ بداية العام الدراسي إلى مستوى أبنائه التعليمي والتربوي، فالإهمال له تبعات وخيمة، وكم من أبٍ تعب على أبنائه في فترة معينة من حياتهم، وغرس فيهم القيم الطيبة فجنى بعد ذلك ثمرة تعبه، فأقر الله عينه بأولاد صالحين.

إذا سمع منك الأولاد الكلمات السيئة، فعندها لا يحق لنا أن نسأل: من أين تعلم أولادنا هذه الكلمات؟!

إن تربية الأبناء تقوم على قاعدة المحبة بين الطرفين، فإذا تمكنت محبة الوالدين في قلوب الصغار، فستكون الكلمة الواحدة منهما مؤثرة في قلوبهم، ومن أعظم طرق زيادة المحبة بين الوالدين والأولاد: الكلمة الطيبة، فكم للكلمة الطيبة من أثر جميل في قلوب الجميع، لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يتكلم مع الناس إلا بالكلمة الطيبة، فما كان عليه الصلاة والسلام بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء، بل كان سيد الناس في الخلق الحسن والتعامل الراقي مع الجميع، فإذا خاطبت أولادك فخاطبهم بالكلمة الطيبة، وبين لهم أنك تحبهم، وتتمنى أن تراهم من أهل الصلاح والهداية، وغلف هذه المحبة بعبارات الدعاء والثناء والشكر، فلو تعوّد أولادنا سماع هذه الكلمات فإنهم سيتعلمون منا مخاطبة الناس بالكلام الحسن البعيد عن الفحش والسوء، وإذا سمع منك الأولاد الكلمات السيئة، فعندها لا يحق لنا أن نسأل: من أين تعلم أولادنا هذه الكلمات؟! ومن طرق تربية الأبناء، خصوصاً مع بداية العام الدراسي: غرس حب العلم في نفوسهم وقلوبهم، فإذا سمع الصغار منا كلمات التشجيع على التعلم والذهاب للمدرسة، فسيزيد حبهم للدراسة، وإذا سمع منا الصغار عكس ذلك فستكون النتائج سلبية، فحتى الصغار يحتاجون للثقافة الإيجابية، ولو قمنا بتخصيص جائزة رمزية لأولادنا مع بداية العام، وتكون بشكل شهري فسيكون لها أثر جميل في نفوسهم، فمثلاً من ينام مبكراً، ويحرص على كتابة جميع الواجبات المدرسية والمذاكرة، مع أداء الصلاة في وقتها فله جائزة، وستجد لهذه الأفكار الصغيرة تأثيراً كبيراً في نفوس الصغار، ربنا هبْ لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً، اللهم آمين.

مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي

@alkamali11

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر