مزاح.. ورماح

«ليش يالـ CIA؟!»

عبدالله الشويخ

«ودني البيت بسرعة.. بسرعة!»..

لا أكره أن أسمع صديقي يقول أي عبارة سوى هذه العبارة الكريهة، بعد صداقة 30 عاماً، لم أعد أسأله لماذا، لأنني أعرف أنه حين يقول هذه العبارة، فهو يعني أنه يريد أن يجيب نداء الطبيعة، وهذا حقه، كما هو حق أي حيوان ناطق أو غير ناطق على هذا الكوكب.

صحيح أن «المود» لدي سيضرب، لأن كل شيء سيتغير، فالـ«يو تيرن» من النقطة ألف إلى النقطة باء، يعني ثلاث ساعات أخرى في الطريق، ويعني أن عرض الفيلم سيبدأ، وعلينا الحجز مرة أخرى، والبحث عن موقف سيارات آخر، وتغيير مكان «الشيشة»، التي كنا ننوي الذهاب إليها، وبتأثير «البوبريص»، وهي النظرية الموازية لتأثير الفراشة، سينتهي اليوم وهو يجيب نداء الطبيعة في منزله، وأنا أتركه للعودة إلى منزلي، وإكمال مهمتي القومية، في محاولة تجاوز المرحلة «سبعين» في الـ«كاندي كرش».

لكن السؤال هو لماذا يصرّ «ربيعنا» على العودة إلى المنزل؟! ألا توجد محطات بترول، مساجد، براحات، المول؟!

الجواب هو أن صديقي يصرّ على أن هناك كاميرات مراقبة في كل مكان في هذه الأيام، هي موجودة فوق «الفور سيلينغ» في المجمعات التجارية، حتى داخل المرافق الصحية، وموجودة في كل عمود إنارة، وموجودة في الأقمار الاصطناعية، لذا فهو لا يثق بأنه يوجد مكان لا يُراقب فيه سوى منزله.

تعبت كثيراً من محاولات إقناع صاحبي بأن لدى الـ«CIA» أموراً أهم من التجسس عليه أثناء ذلك، لأنه حوار لن يصل إلى نتيجة، لكن يبقى السؤال الذي قد يتطرف صاحبي في خوفه منه مطروحاً حول حماية الخصوصية، في ظل انتشار نظم المراقبة دون تصاريح، ولكل من يرغب فيها!

يكلفك شراء منظومة مراقبة كاملة مع تركيبها نحو 3000 درهم، لتشتري جهازاً مركزياً وأربع كاميرات، وتركبها في أي مكان ترغب فيه، المحال المتخصصة لا تقوم بطلب أي شيء، لا رخصة ولا موافقة، «وين يبا يركب.. هني.. ركب هني».

وبالطبع، فلا توجد قوانين تلزم أصحاب المحال، إلى الآن، بأن يوضحوا للزوار ألا يأخذوا «راحتهم» في هذا المكان كثيراً، ما يجعلنا نرى تسريبات في الـ«نت»، تمسّ خصوصية الكثيرين، فكلنا يكون بشخصية أخرى حين يحسّ بأنه غير مراقب،

خصوصاً صديقي إياه!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر