مزاح.. ورماح

«نظرية البيتزا..!»

عبدالله الشويخ

في بعض الدول الغربية، وضمن الألاعيب التسويقية الإبداعية في بيع البيتزا، تقوم بعض المحال بعمل عروض تُسمى «عشرون دقيقة أو مجاناً»، أو «نصف ساعة أو مجاناً»، بمعنى أنك سترفع سماعة الهاتف، وتقوم مثل أي رب أسرة يبحث عن غذاء صحي، بطلب بيتزا مع بيبسي وبطاطس مقلية ومجموعة من المحليات المثلجة، صحة أبنائي وتغذيتهم قبل كل شيء، وتغلق الهاتف، وإذا لم تصلك البيتزا خلال العشرين دقيقة أو نصف الساعة المعلن عنها في الحملة الترويجية، فإن الـ«الريال مال الديليفري» سيقوم بإيصالها إليك ولا يتسلم منك الثمن، لأنها تكون في تلك الحالة هدية من المحل، و«إللي أوله شرط آخره بيتزا ببلاش»!

السائق طيب الذكر لا يقول لك إنه كانت هناك زحمة على جسر «بروكلين»، ولن يقول لك «السيستم داون»، ولن يعتذر لأن المدير في إجازة وضع أو في مهمة إرضاع لطفل بيروقراطي يربيه لكي يصبح مديراً مستقبلياً! الصفقة واضحة، «اشترِ بيتزا»، أنا وضعت الإعلان، فأنا ألتزم به في الوقت أو فلوسك ترجع!

كم نحتاج إلى تطبيق هذه النظرية في تعاملات بعض الدوائر المحلية! فبأي حق يملأ بعض الدوائر المحلية الصحف ووسائل الإعلام ضجيجاً بأن المراجع أصبح بإمكانه إنهاء المعاملة من المنزل أو من الهاتف المتحرك أو خلال خمس دقائق، وحين توضع على المحك وتذهب لإنهاء المعاملة، بعد أن تكون قد «زوغت» من دوامك، لأنك ــ وبحسب «البروباغندا» الإعلامية ــ لن تحتاج إلا إلى دقائق عدة، لتفاجأ بأن الدقائق المذكورة هي الدقائق ما بعد تسليم معاملتك إلى أن يقول لك الموظف.. شكراً.

لكن ماذا عما قبل تسليم المعاملة، العثور على موقف، الطابور، تصوير الأوراق، دفع القيمة في كاونتر آخر، البهدلة، لتكتشف في النهاية أنك قد استغرقت سبع ساعات، وأن مديرك قد سأل عنك، ووجه إليك إنذاراً شديد اللهجة، وتبقى ملصقات الدائرة تظهر ذلك الموظف المبتسم وتحته عبارة: «انهي معاملتك خلال دقائق!».

من حق العميل ــ بلاش العميل ــ من حق المتعامل أن يحصل على الخدمة الموعود بها، وأفضل عقاب على الإعلانات «الخرطي» لبعض الدوائر هي أن تكون المعاملة مجانية في حال لم يحصل العميل ــ بلاش العميل ــ المتعامل على الخدمة التي وعدته الدائرة بها في الوقت المحدد.

وحين يصل الأمر إلى «الخردة»، فصدقوني ستتغير معاملة الدوائر المعنية، كله إلا فلوسنا!

ويبقى السؤال هو أنك تستطيع أن تشكو محل البيتزا إلى إدارات حماية المستهلك، لكن إلى من تقدم الشكوى على محال بيتزا المعاملات؟!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر