مزاح.. ورماح

الكائن الصغير..

أحمد حسن الزعبي

أثار شريط مصوّر على «يوتيوب» حفيظة جماعة معنية بحقوق الحيوان، فعرضت فوراً مبلغاً مالياً يقدر بـ17 ألف دولار مكافأة لمن يفصح أو يتعرف إلى هوية الفاعل، الذي ركل سنجاباً بقوة، ليهوي في وادي «جراند كانيون» الضيق بولاية «أريزونا» الأميركية، حسبما ظهر في تسجيل انتشر على الإنترنت.

المجموعة التي تطلق على نفسها «أناس من أجل معاملة أخلاقية للحيوانات»، ناشدت أي شخص لديه معلومات أو تفاصيل بشأن الحادث الذي وصفته بالـ«مشين» الاتصال بقائد حراس المحمية، للمساعدة في القبض على «الشرس المتحجّر القلب» الذي ظهرت «رجله» في المقطع القصير المصوّر.

رجْلُ رَجُلٍ شغلت هذه المجموعة الإنسانية الرقيقة، وأجبرتها على وضع مكافأة مجزية لمن يتعرف إلى «نمرة حذائه» ومقاس بنطاله الذي كان ظاهراً في عملية «الركل».. فمتى يا ترى سينشغل بال العالم الغربي، ويلتفتون إلينا بطريقة التفاتهم نفسها إلى «السنجاب» المركول في الوادي الأخضر، ونحن أمة مركولة منذ عقود في وادٍ غير ذي زرع؟!

متى سينشئون مجموعة «أناس من أجل معاملة أخلاقية للإنسان»، لترصد التصرفات المشينة التي تغطّي الشرق الأوسط، وليعرفوا عن كثف ماذا تعنيه الشراسة وتحجر القلب بالفعل؟

آآآآآخ يا ريت أن الركل هو التصرف القاسي الوحيد الذي نتلقاه، فلدينا أجساد عريضة ونافشة ومتخمة، أدمنت الصفع والركل منذ قرنين تقريباً، ولم يعد يضيرها أي إجراء مشابه، فإذا كانت الركلة «فعلاً مشيناً» للسنجاب، فنحن نعتبرها عملاً روتينياً لا أكثر!

أتريدون أن تعرفوا هوية من ركل الكائن الصغير؟ فقط أغمضوا عيونكم قليلاً، دوّروا الكرة الأرضية البلاستيكية التي أمامكم بهدوء، ستلامس أياديكم وحدها القارة الصفراء، حركوها قليلاً في غرب آسيا، هناك أمة تقع بين بحرين أبيض وأحمر، قرّبوا أطراف أصابعكم من تلك المناطق، في عمق الخريطة ستلمسون لزوجةً ودفئاً ونعومة أكثر بكثير من لزوجة ودفء ونعومة فرو السنجاب، إنها «شفة طفل رضيع استشهد للتو برصاصة، وعلى أثرها دبق المصّاصة».

هل لكم أن تتضامنوا مع هذا الكائن الصغير أيضاً؟

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر