5 دقائق

للمسافرين

د.عبدالله الكمالي

للسفر أثر كبير على الإنسان، ففيه ترويح عن النفس وإجمام لها، وفيه يتعلم الإنسان أشياء جديدة من خلال البلدان المختلفة التي يسافر إليها، ومن خلال المواقف العديدة التي يمر بها أثناء السفر، والمسافر النبيه يحرص على جعل السفر فرصة للتواصل مع أفراد أسرته، فهو يقترب منهم أكثر وأكثر، ويجعل سفره معهم أو مع رفاقه باباً للخير والمتعة التي لا معصية فيها، وهذه بعض المسائل اليسيرة التي قد يحتاج إليها المسافر: فأول ما يبدأ به في سفره دعاء السفر، فهو يدعو الله أن ييسر عليه سفره ويهونه عليه، فالإنسان يحتاج دائماً إلى توفيق من ربه جل جلاله.

«لا يحل للمسافر جواً تأخير صلاة الفجر إلى بعد شروق الشمس، أو صلاة الظهر والعصر إلى غروب الشمس خصوصاً في الرحلات الطويلة».

وبالنسبة للمسافرين بالطائرات، خصوصاً في الرحلات الطويلة أو صادف سفرهم وقت صلاة الفجر، فلابد من أداء الصلاة في الطائرة، فيصلي المسافر الصلاة قائماً مستقبلاً القبلة، إن استطاع، وإلا فيجلس ويصلي، ولا يحل له تأخير صلاة الفجر إلى بعد شروق الشمس، أو صلاة الظهر والعصر إلى غروب الشمس في الرحلات الطويلة خاصة، وهذا الحكم يشمل الرجال والنساء. وينبغي على كل مسافر أن يحرص عند وصوله إلى البلاد التي سيسافر إليها أن يسأل عن جهة القبلة جيداً، فكم مرت عليّ بعض الأسئلة من مسافرين تبين لهم بعد مدة أنهم أخطأوا في اتجاه القبلة، ويمكن الاستعانة ببعض الأجهزة الذكية لمعرفة اتجاه القبلة، وإن كان التحري أيضاً مطلوباً، فبعض هذه الأجهزة غير دقيق. ويجب على المسافر أن يحرص على أداء الصلاة في الوقت الشرعي، فلا يجوز له تأخير الصلاة عن وقتها، فبعضهم قد يؤخر صلاة العصر مثلاً إلى بعد الغروب، بجحة أنه في نزهة، وهذا لا يجوز، والأمر يسير على من جمع بين صلاتي الظهر والعصر، أو بين صلاتي المغرب والعشاء في السفر، فيكون الوقت عنده واسع للغاية. ويجب على المسافر أيضاً أن يحرص على تناول الطعام الحلال، فيتأكد من أن اللحوم التي يأكلها حلال، فيسأل ويتحرى، خصوصاً في بعض البلدان التي لا يتم فيها ذبح البهائم، وإنما تصعق صعقاً. وعلى المسافر التوكل على الله، ومن التوكل على الله الأخذ بالأسباب، فكم من مسافر عرّض نفسه وأهله لمواقف لا تحمد عقباها، ففي بعض البلدان تكون الأوقات المتأخرة من الليل خطرة جداً، فلا ينبغي الخروج فيها أبداً، بل الخروج فيها تعريض واضح للنفس للتهلكة والخطر. وينبغي على الرجل العاقل أن يلزم نساءه في الحضر والسفر باللباس المحتشم الطيب. وينبغي على المسافر أيضاً أن يكون سفيراً لدينه ووطنه، فيحترم الناس، ولا يسخر منهم، ولا يتكبر عليهم في بلدانهم وأوطانهم، بل يبين لهم، بحسن تصرفه وأخلاقه الحسنة مع جميع الناس، جمال أخلاق الإسلام.

@D_alkamali

مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر