5 دقائق

العشر الأواخر

د.عبدالله الكمالي

مرت الأيام الماضية من رمضان مرور الكرام، فها نحن نستقبل العشر الأواخر من رمضان، وهي الأيام والليالي الفاضلة في ختام هذا الشهر، والموفق من يكون على حال طيبة مع الطاعات والعبادات في شهر رمضان، لكنه إن أقبلت العشر الأواخر ازداد همة وسعياً في طاعة الله والتقرب إليه، مقتدياً بالنبي، صلى الله عليه وسلم، الذي كان يجتهد في العشر الأواخر جداً في طاعة الله وعبادته، فعن عائشة، رضي الله عنها، قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله»، وكان نبينا، صلى الله عليه وسلم، يعتكف في العشر الأواخر، فلا يخرج من المسجد، بل يبقى فيه طلباً للأجر وتحرياً لليلة القدر التي تكون في العشر الأواخر من رمضان، وهي التي جاء فيها حديث: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه»، وهي الليلة التي أنزل فيها القرآن، وذكرها الله تعالى في القرآن العظيم، فهي «خير من ألف شهر»، وحثنا نبينا، عليه الصلاة والسلام، على تحري ليلة القدر، فقال: «تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان»، فمن الحرص على الخير أن نجتهد في ليالي العشر الأواخر، لعل الله أن يوفقنا لإصابة وإدراك ليلة القدر، فيفوز الإنسان فوزاً عظيماً، وسألت عائشة رضي الله عنها نبينا، صلى الله عليه وسلم، فقالت: «يا رسول الله أرأيت إن علمت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني»، فعلينا أن نكثر من هذا الدعاء العظيم في هذه الليالي الفاضلة، وعلينا أيضاً أن نذكر أحبابنا وأصحابنا في دعائنا، فلهم حق علينا، فندعو الله لهم، ونسأل الله لهم من خيري الدينا والآخرة.

من قصّر في الطاعة في الأيام الماضية فعليه بالجد والاجتهاد في هذه الأيام والليالي المباركة.

ومن قصّر في الطاعة في الأيام الماضية فعليه بالجد والاجتهاد في هذه الأيام والليالي المباركة، فالعبرة بالخواتيم، ومراعاة كمال النهايات قد يجبر نقص البدايات، وقد يجد الواحد منا صعوبة في الجمع بين الجد في العبادة في آخر الشهر والوظيفة والعمل، لكن من استعان بالله أعانه، والله تعالى ييسر الخير على عبده ويعطيه همة وقوة ونشاطاً، ومن رتب وقته وجد أن الأمر سهل وميسر، بإذن الله، ومن الحرمان العظيم أن يكون الإنسان مقبلاً على الطاعة في أول الشهر فإذا جاءت العشر الأواخر من رمضان قصّر وفرط وأضاع الطاعة والعبادة، فتمضي عليه ليالي العشر وهو في تقصير وتفريط وتضييع للعبادة والذكر والدعاء، وهذه خسارة كبيرة جداً لأجور وحسنات قد يحتاج إليها الإنسان يوم القيامة، فاللهم وفقنا وسددنا وأعنا على طاعتك.

مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي

@D_alkamali

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر