5 دقائق

وجبات دسمة لصحة أفضل

خالد الكمدة

راقب وجباتك كما تشاء، أو اختر لنفسك ما تشتهيه، ليس هذا هو مقياسك الأوحد لحياة صحية، وجسد مرتاح، وروح مطمئنة.

باشتياق يستقبل جلنا الشهر الفضيل، مشروعات كثيرة وأيام مزدحمة، نهار خامل وليل يغصّ بما لا يُجدي في كثير الأحيان، نأخذ من نفحات الشهر ما يمتعنا، ونترك جوهره، نغدق أحياناً بالعطاء بغير إدراك لروحه، فنعجز عن التقاط نسائم السعادة، ويضيع منّا يمن البركة.

«رمضان فرصة لمراجعة حياتنا، ولترميم ما تآكل من علاقاتنا، بعد أن أهملناها شهوراً طويلة».

ماذا ستعطي اليوم، وهل في جعبتك شيء للغد؟ ما حصة ابنك البكر من عطائك في رمضان؟ وكم خبأت لزوجك؟ وهل ستمنح البنت حصة لكل حصتين، أم أنهم جميعاً لن يروك في رمضان إلا ساعات معدودة تفصلك عنهم فيها الأطباق الدسمة؟

العطاء منحة للمعطي إذا ما أدركنا كنهه، وأنبل العطاء أن تعطي من روحك ووقتك، والأخذ حاجة لا ترتبط بالحجم والكمّ، ولا بالغنى والفقر، حاجة روحية في زاوية كل قلب، حاجة لأن يشعر أحدنا بأنه موجود في عقل الآخر، وجزء من تفكيره، ان راحته تؤرق آخرين ويسعون لها، ان سعادته تسعدهم وفي قائمة برامج أعمالهم تتربع.

في رمضان فرصة لمراجعة حياتنا، ولترميم ما تآكل من علاقاتنا، بعد أن أهملناها شهوراً طويلة، وقفة مع الذات نحاسب فيها أنفسنا عن ما تركنا من مسؤوليات، وقصرنا فيه تجاه أقرب الناس لنا، موسم لنمنح أهلنا حصتهم منا التي حجبناها عنهم طويلاً، ونرأب ما تراخى من جسور المودة معهم. ساعات رمضان أثمن من أن نهدرها بعيداً عن أقرب الناس إلينا، وأكثرهم حاجة لعطائنا، أنفس من أن نتركها تضيع في المجالس والخيم، أجدر بأن نأخذ فيها وجبات دسمة من المودة والمحبة، من الألفة والوئام الأسري، تمنحنا السلام وتعطي لحياتنا صحة أفضل.

ونحن نضع البرامج والخطط، ونحدد المواعيد، حبذا لو تذكرنا أن الأقربين أولى بمعروفنا، وأن خيرنا هو خيرنا لأهله، حبذا لو أعدنا ترتيب أولوياتنا وبدأنا بإصلاح الأقرب مما وهَن من علاقاتنا، ليتنا نضع مشروعاً لقضاء وقت قيّم مع كل ابن وابنة، موعداً لشدّ أواصر المودة مع الزوجة، حيزاً لنعطيهم من روحنا، ونستمد من مودتهم جوهر السعادة، خطة لنقدم للمجتمع لبنة قوية وصلبة ومتماسكة، حجر أساس يعلو فوقه صرح السعادة.

twitter@KhaledAlKamda

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر