كل يوم

ترشيد استخدام الطاقة لمستقبل أفضل..

سامي الريامي

نحو 280 مؤسسة تعليمية، تتنوع بين رياض أطفال ومدارس وجامعات، ومراكز، شاركت جميعها في مسابقة «الترشيد»، تحت شعار «نحو غدٍ أفضل»، التي أطلقتها هيئة كهرباء ومياه دبي في دورتها التاسعة، وتهدف من خلالها إلى تكريس ثقافة الاستخدام الأمثل للطاقة الكهربائية والمياه، ونبذ الإسراف فيهما.

فكرة رائدة ومتميزة، ولكي ننجح في تكريس هذه الثقافة، وبثّ روح المسؤولية في المجتمع تجاه المحافظة على الموارد الطبيعية، وترشيد استخدام الطاقة، لابد من العمل على تشكيل العادات الحميدة لدى الجيل المقبل، وفي مراحل مبكرة، لأن السلوك العام يصعب تغييره إن لم يتم بثّ أفكار السلوك السليم في المراحل العمرية الصغيرة.

«لابد من العمل على تشكيل العادات الحميدة لدى الجيل المقبل، وفي مراحل مبكرة، لأن السلوك العام يصعب تغييره إن لم يتم بثّ أفكار السلوك السليم في المراحل العمرية الصغيرة».

والإمارات، كما يعلم الجميع، تمرّ بتطورات اقتصادية سريعة، ونمو في مختلف القطاعات، وهو ما أسهم في زيادة الطلب على استهلاك الموارد الطبيعية، كما شهدت دبي في السنوات القليلة الماضية نمواً في الطلب على الكهرباء والمياه، وكان لذلك أثر سلبي في البيئة والاقتصاد، وحتى نخلق التوازن من جديد بين التطور والترشيد، لابد من التركيز على توعية الأفراد، وتثقيفهم عن سبل المحافظة على مصادر الطاقة، وتقليل نسبة الهدر، من خلال ترشيد استهلاك الكهرباء والمياه، وهذا الوعي لن يكون مؤثراً وفاعلاً إن لم يبدأ من مقاعد الدراسة.

الاقتناع بأهمية الترشيد من أفراد المجتمع، يأتي في مقدمة الأولويات، لضمان مستقبل أكثر إشراقاً للأجيال المقبلة، ولذلك أطلقت هيئة كهرباء ومياه دبي جائزة الترشيد «من أجل غدٍ أفضل»، بالشراكة مع هيئة المعرفة والتنمية البشرية، للاحتفاء بأفضل الممارسات العملية، التي تطبق للحدّ من االاستهلاك وخفض الهدر، وتهتم الجائزة بتكريم المؤسسات على جهودها لخفض استهلاك الكهرباء والمياه، كما تقدم تقديراً خاصاً للإنجازات الفردية، مثل الطلاب والمدرسين والإداريين.

مبادرة مميزة، ونتائجها رائعة، وليس شرطاً أن نركز حالياً على الأرقام، بقدر ما يجب أن نفرح بالسلوكيات التي قام بها الطلاب، للوصول إلى هدف واحد، وهو تخفيض رقم استهلاك الماء والكهرباء في المدرسة، عن العام الذي سبقه، وذلك سلوك قيم لاشك في أنه سيصبح يوماً جزءاً من شخصية الطالب، سيرافقه معه في المنزل وفي مكان العمل مستقبلاً، وهذا هو الهدف الأسمى الذي تسعى إليه الهيئة، وهو إجراء فعّال نحو غدٍ أفضل.

ومع ذلك، ورغم أن الهدف طويل الأمد، إلا أن النتائج الآنية مشجعة جداً، وتبشر بالخير، وتستدعي العمل على تطوير الفكرة بشكل سنوي، وتوسيعها قدر الإمكان، فلقد أعلن عضو مجلس الإدارة المنتدب الرئيس التنفيذي للهيئة، سعيد محمد الطاير، أن «جائزة الترشيد أسهمت في توفير 23 مليون كيلوواط من الكهرباء، و128 مليون غالون من المياه، و11 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، و16 مليون درهم».

وأضاف أن الجائزة، بمختلف فئات المشاركين، تمكّنت من خفض استهلاك الكهرباء بنسبة بلغت 10%، وخفض استهلاك المياه بنسبة 21%، فيما تمكنت فئة المستهلك المنزلي (الطلاب والهيئات التدريسية والإداريون) من سكان المنازل، من توفير 11% من استهلاك الكهرباء، و19% من استهلاك المياه.

بعض المشاركين من الطلبة استخدموا المياه المتسربة من المكيفات، في ري حديقة المدرسة ليوفروا، وبعضهم ابتكر وسائل لاستخدام الطاقة الشمسية، وأحد الطلبة ابتكر كرسياً متحركاً لخدمة ذوي الإعاقة، يعمل بالطاقة الشمسية، وهناك ممارسات وسلوكيات جميلة جداً، قام بها الطلبة في مختلف المراحل الدراسية، ما يعني نجاح الفكرة، وضرورة التوسع فيها، ونأمل أن تتبناها الجهات المعنية، ولاسيما مجلس الوزراء، لتعميمها على الدولة، وتغذية المناهج الدراسية بها.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر