كل يوم

فكرة زايد ووصيته لسيف..

سامي الريامي

ذوو الإعاقة.. لا يعني ذلك أبداً أنهم طاقة معطلة، ومجموعة غير فاعلة أو غير منتجة في المجتمع، ومخطئ من يعتقد أنهم يحتاجون منا إلى نظرات العطف، أو دعم مالي شهري ثابت من الجهات المختصة، دون أي عمل أو جهد منهم في المقابل، بالتأكيد مثل هذه النظرة قاصرة تماماً، فهناك نماذج ناجحة جداً لأفراد من ذوي الإعاقات، حققوا نجاحات عملية ورياضية، واعتمدوا على أنفسهم في تكوين شخصية مستقلة لهم أولاً، ثم تكوين أسرة أيضاً، أضافت إلى المجتمع عناصر منتجة ومفيدة.

أول من أمس، حضر الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، العرس الجماعي الثالث من نوعه، الذي أقامته مراكز وزارة الداخلية لتأهيل وتشغيل المعاقين في مدينة العين، ومن خلاله استطاع 11 «معرساً» من ذوي الإعاقة أن يبدأوا خطوة جديدة في بناء أسرة كاملة، ليتخطوا بذلك عوائق كثيرة جداً، وينخرطوا في المجتمع أكثر وأكثر، كل ذلك تم بفضل الدعم المباشر والشخصي من سمو الشيخ سيف بن زايد أولاً، وخطط مراكز وزارة الداخلية لتأهيل وتشغيل المعاقين، التي أثبتت نجاحاً منقطع النظير في العمل بجهد جبار وصمت كبير، وأخذت على عاتقها البدء من الصفر مع الأشخاص ذوي الإعاقة، تعلمهم، وتدربهم، ثم تعمل على تشغيلهم في مختلف إمارات الدولة، وأخيراً أكملت المسيرة بتزويجهم، وإضافة الاستقرار الأسري والمعنوي إليهم، وهذا جهد عظيم يشكر عليه كل من أسهم فيه.

«كثيرون لا يعرفون أن فكرة إنشاء مراكز لتدريب وتأهيل وتشغيل المعاقين، نبعت من حكيم العرب رحمة الله عليه، الشيخ زايد بن سلطان، وكان يهدف من خلالها إلى إثبات أن ذوي الإعاقة طاقات يمكن استغلالها».

«هم 11 معرساً انضموا إلى 20 في العرس الجماعي الثاني، و20 مثلهم في العرس الجماعي الأول، لكن مجموعهم لن يكون أبداً 51، نحن هنا نتحدث عن أكثر من 300 فرد وجدوا طمأنينة وراحة بال، وسيصبحون يوماً إضافة مهمة للعمل والبناء في المجتمع، نتحدث عن أسر مواطنة جديدة، وعن عائلات وأطفال، أسهم المجتمع بمختلف فئاته في استقرارهم، لذلك فالعمل بروح الفريق الواحد بين القطاعات الحكومية والخاصة كافة والإعلام، عنصر ضروري ومهم لدعم هذه الفئة، والجميع مطالب بالإسهام في هذا الشأن، والإسهام في الخدمة المجتمعية بشكل عام».. هذه ليست كلماتي، بل كلمات سيف بن زايد، بعد أن صافح «المعاريس» وشد أزرهم، وكرّم الرعاة من القطاعين العام والخاص، وكان سموه سعيداً جداً بمشاركة ودعم مختلف القطاعات لهذا النشاط الإنساني والمجتمعي الرائع، وسعيداً أكثر بفرحة هؤلاء الشباب من ذوي الإعاقة، بعد أن توجوا رحلتهم التدريبية والعملية، رغم الصعوبات، برحلة جديدة عنوانها الرئيس هو أسرة واستقرار.

كثيرون لا يعرفون أن فكرة إنشاء مراكز لتدريب وتأهيل وتشغيل المعاقين، نبعت من حكيم العرب رحمة الله عليه، الشيخ زايد بن سلطان، وكان يهدف من خلالها إلى إثبات أن ذوي الإعاقة طاقات يمكن استغلالها، والمعاق هو معاق التفكير لا الجهد، وكان كثيراً ما يفاخر بإنتاجهم وعملهم، ويضرب بهم المثل في الحماسة والحيوية والإخلاص، وحمل الشيخ سيف بن زايد أمانة والده ووصيته لدعم هذه الفئة، والوقوف إلى صفها دائماً، فكان لهم عوناً وسنداً ونصيراً، فهو يشرف بشكل شخصي ومباشر على مراكز التدريب والتأهيل، ويدعمها بشتى الطرق، وبقي أن تستجيب جميع الجهات المعنية لدعم هذا التوجه، والعمل على إيجاد حياة أفضل لكل فرد من أفراد ذوي الإعاقة، كل في مجاله، فمن يستطع تعديل قوانين لمصلحتهم فليفعل، ومن يستطع التسهيل عليهم فليفعل، ومن يستطع الإسهام في التدريب والتشغيل فليفعل، ومن يستطع الدعم بأي شكل فلا يتأخر، الجميع مطالبون بالإسهام، والجميع مطالبون بدعم توجهات سمو الشيخ سيف بن زايد في هذا الشأن.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر