5 دقائق

وللرجال نصيب مما اكتسبوا

خالد الكمدة

«يا أخي حقوق المرأة والطفل على العين والرأس ولكننا أيضاً بشر، خلقنا من نفس الطين الذي خلقوا منه، وتعمل أجسادنا بنفس الطريقة مع اختلاف نقاط القوة والضعف، أليس هنالك من يلتفت إلى حقوقنا؟!». قالها بوعلي ممازحاً.. وأتبعها بتنهيدة. نبحث دائماً في حماية الحلقات الأضعف مغفلين أن الحلقة الأشد قوة في الأسرة لا تختلف في جوهرها عن بقية الحلقات حتى ولو بدا بنيانها أكثر صلابة.

روحٌ هو الرجل، شأنه في ذلك شأن الطفل والمرأة، لا يملك كثيراً تجاه تغيرات تغزوه غير مبالية بدرجة حكمته أو نضجه، ينحني أمامها رافعاً راية بشريته.

«إذا ما كانت المفردة الأبرز في تعريف الرجولة هي القوة، فهذا لا يعني أن الرجل منزه عن مشاعر الضعف والانهزام».

إذا ما كانت المفردة الأبرز في تعريف الرجولة هي القوة، فهذا لا يعني أن الرجل منزّه عن مشاعر الضعف والانهزام، محصن من الإحباط والاكتئاب، وحريز من الحساسية المفرطة، إذا ما هاجمته تغيرات بيولوجية أو كيميائية.

يحتاج الرجل إلى مساحته الخاصة، يلملم فيها ما تبعثر من مشاعره، على طول مسيرته الذكورية التي لا تخلو من انكسارات وانعطافات، يواجهها وحيداً مع كثير مما حمّلته به الثقافة الإنسانية من أعباء.. أنت رجل، لا تشتكي، لا تنكسر، لا تحتاج إلى العون، لا يظهر عليك حزن.. لا تشعر.

لا علاقة للرجولة باغتيال المشاعر، علينا أن ندرك ذلك جيداً ونتعامل معه رجالاً كنا أم نساءً، علينا أن نحتفظ للرجل بحقه في بشريته، آخذين في اعتبارنا دائماً أنه يتخبط بين ست دورات عاطفية يومية وشهرية وسنوية وساعية.

نعم، من الجميل أن نعترف رجالاً، وأن نحترم نساءً حاجة الرجل إلى العزلة، وإلى احترام مشاعره والتجاوز عن أخطائه إذا ما مر بكبوة عاطفية طارئة، إذا ما ثار لغير سبب واضح، وتبدل مرحه حزناً ورزانته طيشاً، إذا ما أنكر انتماءه لأي قضية أسرية وغضب في غير موقع الغضب، وتساهل عندما تُطلب الشدة، إذا ما أقعدته التغيرات البيوكيميائية عن أن يكون هو نفسه، علينا أن نبحث عن السبب وألا نحمل سيفاً لنحارب الدورة العاطفية للرجل، بل نحيطه بسلام لتمر بسلام.

twitter@KhaledAlKamda

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر