ملح وسكر

الأهلي.. احترافية عالية

يوسف الأحمد

- لم ينتظر الأهلي طويلاً، ولم يرهن نفسه لظروف المسابقة، وما تؤول إليه من نتائج، حيث حسم أموره مبكراً، وأغلق ملفاً مهماً بالنسبة إليه، بعد أن أصبح أول بطل لدوري المحترفين بمسماه الجديد، فالأهلي بات في هذه الفترة منظومة احترافية متكاملة، تبني خططها وبرامجها على استراتيجيات سليمة وقوية في آن واحد، وهو ما جعلهم منافسين بجدارة على أربعة ألقاب محلية، قد تكون سابقة من نوعها في نظام البطولات المحلية لو تمكن من إضافة اللقبين المتبقيين له كأس المحترفين وكأس رئيس الدولة.

ولو تتبعنا مسيرة الأهلي خلال الموسم لوجدنا اختلافاً كبيراً في طريقة التفكير والتعاطي مع الأحداث، خصوصاً ما مر به من مشكلات وهزات كادت تعصف به، لولا تماسك الإدارة وذكائها في التعامل مع المعطيات بحكمة وهدوء، كان سبباً في تخفيف حدة الهجوم ووطأة الاندفاع الذي تداعى على أسوار النادي، الذي كان قريباً من نسف عمل موسم كامل.

عبدالله النابودة تعامل باحترافية مع الظروف الصعبة، التي واجهت الأهلي خلال الموسم.


أنور محمد الحلقة الأقوى في إنجاز فريق الخليج، وتحقيقه لقب دوري الصالات.

لكن كما يقال فإن الإدارة فن وحُسن تصرف، وهذا ما تميزت به الإدارة الأهلاوية عن غيرها، إذ عرفت كيف تقيس الأمور وتدير باحترافية الأزمات التي مرت بها، وهو ما يحسب لرجل النادي الأول عبدالله النابودة، رئيس مجلس الإدارة، الذي تعامل باحترافية ودهاء مع تلك الظروف، بل كان سبباً في تعزيز الثقة لدى إدارته وجهازها الفني وخلفهما اللاعبون، والأجمل من ذلك أنه ابتعد عن التصريحات والتعليقات حول ما كان يحدث، إذ آثر الصمت والعمل بعيداً عن تلك المشاحنات والمناكفات التي أدرك أنه سيكون هو المتضرر الأول منها لو أقحم شخصه فيها، إلا أنه فضل الابتعاد والتفرغ لمتابعة أمور فرقته الحمراء التي بدأت تجني ثمار ذلك العمل الذي يُحسب بالدرجة الأولى له، وهو ما أوجب أن يستحق الثناء والإشادة بنجاحه في قيادة السفينة الحمراء، وإيصالها إلى بر الأمان.

- فوز فريق الخليج وتحقيقه لقب درع بطولة دوري كرة الصالات، نجاح يحسب للفرقة الخلجاوية، التي دخلت التاريخ وحققت أول بطولة لناديها، وأدخلت فرحة كبيرة في قلوب أبناء الخور الذين تفاعلوا مع الحدث، وتذكروا فريقهم بعد فترة قطيعة وهجر لأسباب ودواعٍ مختلفة. فالدرع إنجاز يحسب للإدارة الحالية التي تعمل في ظروف استثنائية، كانت تحتاج ماسة لبطولة أو عمل استثنائي من أجل تخفيف الضغوط وإزاحتها، بسبب وضعية الفريق الأول لكرة القدم، الذي يعتبر واجهة النادي والشغل الشاغل لأبناء الخور. لكن الحلقة الأقوى في هذا الإنجاز هو مدرب الفريق أنور محمد، الذي استطاع خلال سنوات بسيطة وإمكانات محدودة من بناء هذا الفريق، وتقديمه بصورة منافس قوي حقق أكثر من بطولة خلال هذه السنوات، كما أثبت تميزه في عمله وقدرته على التكيف مع جميع المتغيرات الفنية وطريقة التعامل معها، بالإضافة إلى القراءة الفنية الجيدة التي يتمتع بها، والتي أعانته في كثير من اللقاءات على قلب الموازين وتحويلها لمصلحة فرقته الخضراء، وللعلم فهو يعتبر المدرب المواطن الوحيد الذي يعمل وسط مجموعة من المدربين الأجانب الذين يقودون منافسيه من الفرق الأخرى، حيث استطاع التفوق عليهم رغم فارق الإمكانات. وفي اعتقادي أنه بات من الضروري استغلال نجاح المدرب وكفاءته لخدمة الفريق الأول في النادي، كون الأخضر الخلجاوي أصبح بحاجة إلى تدخل فوري لعلاجه وإخراجه من هذه الوضعية التي حُبس فيها قهرياً، بسبب تراكمات وتداعيات السنوات الماضية، التي لا ذنب للإدارة الحالية فيها.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر