مزاح.. ورماح

حالة القطّ

أحمد حسن الزعبي

هل تعلم أنه ليس من الضروري أن تبحث عن مربع الطقس الموجود في الزاوية اليسرى من المواقع والصحف الإلكترونية لتعرف حالة الجو ليوم غدٍ ودرجات الحرارة المتوقعة، كما أنك لست بحاجة إلى أن تحرك «الريموت» قبل نشرة الأخبار لتستكشف الحالة الجوية، سواء كنت على سفر.. أو على غسيل، كما هي الحال عند ربات البيوت، بل أنت في غنى عن متابعة كل تلك المتعلقات من حركات الراصد الجوي وخرائط الغيوم وتعرّجات المنخفضات وتقلّصات المرتفعات المشرفة على «تنانير» مذيعات النشرة الجوية.. كل ما عليك هو أن تقتني قطّاً جاداً.. ابن ناس.. لتأخذ من حركاته حالة الطقس المتوقعة في الأربع والعشرين ساعة المقبلة منذ الصباح وحتى ساعات المساء.

عام 1883 أي قبل 130 عاماً أقدم ضابط أميركي يدعى «إتش.س دانودي» على إعداد كتاب حول التنبؤات الجوية من خلال القطط، ووضع توصيفات سلوكية عدة، وربطها بحالة الطقس، فكل حركة تقوم بها القطة تكون استجابة أو إنذاراً لما هو آتٍ.

على سبيل المثال:

يقول الكاتب: إذا عطست القطة عليك أن تبحث عن الشمسية، فهذا يعني هطول الأمطار قريباً، وإذا استلقت على ظهرها وفتحت فمها إلى أعلى فهذا ينذر بقرب قدوم عاصفة، أما إذا كانت تغطّ في النوم فإن الجو عاصف وممطر، أما إذا قامت القطة بلحس وجهها بينما تعطي ظهرها للمدفأة، فهناك موجة من الهواء الدافئ في الطريق إليك. طبعاً الكتاب لم يقل ماذا يعني إذا ما دُهست القطّة في الشارع تحت عجلات «بك أب» توزيع الغاز؟!

يا عمّي ما جاء في الكتاب قد يكون صحيحاً، لكنه ليس في المطلق، هذا أولاً، وثانياً قد يصلح هناك وليس هنا، يعني نوعاً محدداً من القطط البيتية المدرّبة ذات السلالة المعروفة والراقية.

بالله عليكم كيف لي أن أعرف حالة الطقس من الـ«قط» الذي في البيت وأنا لم أرَه في تاريخ حياتي إلا وهو يتحرّش بقطط الحارة أو يستعد للفعل الشائن؟ كيف لي أن أعتمد عليه ليتنبأ لي بالطقس؟ وهو أكثر قط مطلوب بقضايا «هتك عرض» قططية.. على مرّ التاريخ.

منذ أن قرأت عن كتاب «إتش.س دانودي».. وأنا أراقب قطاً آخر وأقارب سلوكه بما هو مكتوب.. اللعنة حتى القط الآخر لا يتثاءب ولا ينسدح ولا يلحس وجهه.. هو فقط يجلس بخنوع وتجهّم شديد، حتى صرت أشك أن «عليه كمبيالات»..

ربما أراد بتجهّمه أن يعلنها هكذا «حالة جفاف»!

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر