مزاح.. ورماح

«الرجل الذي قال لا..!»

عبدالله الشويخ

العقل الجمعي للمجتمع لا يفرق بين ما هو «مقدس» من نصوص وأقوال وأحاديث، وبين ما هو «تراثي» من أهازيج وقصص وأساطير وأمثال شعبية.. كلا الأمرين يصبح مقدساً بعد فترة.. ولهذا يمتلئ التراث العربي ببعض الأمثال السخيفة التي تحدّ من القدرة على التطور الفكري والمعرفي بل والأخلاقي للمجتمع.. بسبب توارثها عبر مجموعة من الأجيال.. جبان ينقل عن جبان أو أحمق ينقل عن أحمق، ويلوك الناس تلك الأمثال كأي قطعة «كاووتش» تحترم نفسها، وتبقى الممارسات السلبية ذاتها.. لأن كثرة تكرار الأمثال ترفعها إلى درجة المسلّمات أو المقدسات!

خذ عندك هذا المثل: «ابعد عن الشر وغنيله!».. لا يريد لنا البعض أن نقف في وجه الشر، ويريدون غرس مفاهيم إيثار السلامة.. حتى غضّ بصرك عن الشر والسير بجوار الحائط كأي قط يحترم نفسه غير كاف.. عليك أن تمسك طبلاً وتطبل وتغني للشر أيضاً! عليك أن تنضم لحلف الشر وتغني له لكي تبقى آمن الجانب.. بغض النظر عما ستصنعه هذه الممارسات بإنسانيتك، وعلى الرغم مما ستشعر به من حيوانية في سلوكك يتحول إلى عادة يوماً بعد يوم!

نسمع أيضاً منذ بداية «الفتق» عن العصا والجزرة، ومازلنا نشعر بالعصا منذ أن بدأنا الكتابة ولم نر الجزرة أبداً.. ما الذي نريده من الجزرة؟! كل ما كنا نريده هو أن نكتب دون أن تفسر أقوالنا على أي وجه يريده «حزب الكراهية».. كل ما كنا نريده هو جزرة الاحترام وحسن الظن، وألا تصبح مضطراً لتفسير كل كلمة، وألا تكون مئات بل آلاف الأعين مفتوحة فقط لتصيد الأخطاء! من منا لن يخطئ بكلمة أو عبارة؟ من منا يزعم أنه يستطيع الحديث أو الكتابة أو التصرف دون ارتكاب عشرات الأخطاء؟ ولكنه الفرق بين عين الرضا وعين السخط!

«حزب الكراهية» الذي شق الصف وأحدث الفتن وزرع الكراهية بين قلوب لم تعرف يوماً سوى المحبة يزداد قوة وتأثيراً يوماً بعد يوم.. ويزداد مريدوه.. القيادة تدفع بالإنجازات والطموح والعمل إلى المصافات المتقدمة، وهم يريدون أن يعودوا بالممارسات البينية إلى العصور الوسطى!

لن نكون جزءاً من مشروع كراهيتكم أبداً.. خلقنا الله محبين ومتحابين، وسنبقى كذلك حتى يشاء الله!

لا.. وألف لا لكم.. ولطريقكم ولكراهيتكم..

وتذكر أنك حين ترمي بريئاً بأنه سارق وتعامله على أساس أنه سارق وتقيم عليه حد السرقة.. فقد يفعلها ذات يوم! لأنه دفع الثمن مسبقاً!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

 

تويتر