كل يوم

كلمات محمد بن زايد.. ميثاق شرف للإماراتيين

سامي الريامي

مثلما كانت كلمات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أول من أمس، نهجاً وسياسة تسير عليها الدولة في علاقاتها الثنائية مع قطر، قوامها المحبة والحفاظ على أواصر القربى والجيرة، فهي كذلك تمثل نهجاً يجب أن يسير عليه جميع أبناء الإمارات، أينما كانوا، هذا النهج هو عدم الإساءة إلى الآخرين مهما كانت الاستفزازات قوية، فنحن نعامل الآخرين بقيمنا وأخلاقنا وأخلاق حكامنا وشيوخنا، ويجب ألا ننجر إلى مستويات غير لائقة من الكتابة أو الكلام مهما حدث.

«كلمات محمد بن زايد المملوءة بالحكمة والنبل وأخلاق النبلاء، هي ميثاق شرف يجب أن يتعهد به كل إماراتي، ويعتمده منهجاً في سلوكه مع الآخرين، وإرشاداً يترجم تصرفاته وكلماته في مختلف المواقف».

كلمات سموه المملوءة بالحكمة والنبل وأخلاق النبلاء، هي ميثاق شرف يجب أن يتعهد به كل إماراتي، ويعتمده منهجاً في سلوكه مع الآخرين، وإرشاداً يترجم تصرفاته وكلماته في مختلف المواقف، فلا ينجر ولا يستفز ولا يرد الإساءة بأشنع منها، وليتذكر دائماً قبل أن تخط يده كلمة مكتوبة، أو ينطق لسانه بكلمة ملفوظة أنه ابن الإمارات، وأنه من «عيال زايد»، وهذا اللقب تحديداً يضفي عليه مسؤولية كبيرة، مسؤولية أن يكون مؤهلاً لحمل هذا الاسم، والتأهيل هنا هو بالتحلي بأخلاق الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، وأخلاقه هي النبراس والمنهج والقانون الذي نسير عليه جميعاً في دولة الإمارات، وهي احترام الصغير والكبير، ونشر الخير والمحبة، وعدم التعرض أو الإساءة لأي شخص كان، بل رد الإساءة بالإحسان، هكذا كان زايد، وهكذا هو محمد بن زايد.

ما حدث انتهى، والأهم ألا يتكرر بأي شكل، فالاختلافات بين الأشقاء في البيت الواحد تحدث، لكنها تحل بالودّ، ويجب ألا تأخذ أي طابع آخر يطغى على هذا الودّ، كما أنها لا يمكن أن تفرقنا عن أهلنا وجيراننا وأقاربنا، فمصيرنا واحد، ومستقبلنا واحد، ومهما اختلفنا فسنعود يوماً أخوة متحابين، لأن ما يقربنا من صلات وعلاقات أكثر بكثير مما يفرقنا.

نقدر ونثمّن غيرة البعض على الوطن، وهو أمر مشروع، لكن ضبط النفس، والهدوء، وعدم الانجرار، هي صفات يجب أن نتحلى بها، لأن الرد على الإساءة بالإساءة هو إساءة في حدّ ذاتها، واستمراريتها لها من العواقب والسلبيات الشيء الكثير على مجتمعات بأسرها، كما أن المواطن العادي قد يتشكل لديه سوء فهم من قضية معينة، فيبني عليها رأياً وقناعات قد تكون حادة، لكنها ليست بالضرورة صحيحة، فهو لا يمتلك المعلومات كافة، أو ربما يمتلك معلومات غير دقيقة، وهذا الشيء ينطبق علينا وعلى أخواننا القطريين، لذا فإن كل ما علينا كمواطنين إماراتيين هو «رفض التطاول والتجني على سيادة وقيم وعقيدة دولة الإمارات وأهلها»، و«رفض أي تهجم أو إساءة قد تصدر عن أبناء الإمارات تجاه قطر»، والنتيجة بعد ذلك لابد أن تكون «مثلما لا نقبل هذا على أهلنا في قطر، فإننا واثقون بأن أهلنا في قطر لا يقبلون ذلك علينا».

هذا ما قاله سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في كلماته، التي دخلت القلوب مباشرة، لأنها خاطبت العقول والقلوب معاً، خاطبت الأخلاق العربية والإسلامية في كل منا، وخاطبت النبل والذوق لهدف سامٍ نبيل، هو المحافظة على روابط أخوية مع أخوة وأشقاء، وإفشال مخطط لأصوات شاذة، تهدف إلى إلحاق الضرر بين البلدين والشعبين، هذه الأصوات لاشك في أنها فانية، وتبقى الإمارات وقطر بلدين شقيقين.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر