5 دقائق

مملكتها

د.عبدالله الكمالي

مملكة المرأة بيتها وأسرتها، فهي تمثل الجانبين الداخلي والخارجي للأسرة، فكما قال النبي، صلى الله عليه وسلم: «المرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها»، فمن الأخوات من انشغلت عن مملكتها بوظيفتها ومنصبها ومنهن من انشغلن بالزيارات والأسواق وتتبع الماركات، وبعضهن غير موظفات ولكن ليست الأسرة من اهتمامهن، وهن في الوقت نفسه يشتكين من فراغ قاتل يتعبهن جداً! وفي هذه الحال تغدو المملكة لا روح فيها ولا مشاعر لغياب الأم والزوجة عنها، ولست هنا في مجال التعميم، فمعاذ الله أن أعمم هذا الواقع على جميع الأخوات، لكن بعضهن بالفعل انشغلن من دون سبب أو مبرر، فالخادمة هي سيدة المنزل وتقوم بكل شيء، بل هي التي تذهب مع الزوج للجمعية التعاونية وتقول له ينقص المنزل كذا وكذا! بل وتقوم الخادمة بأدق وأخص مسائل العناية بالمنزل وكأنها هي صاحبة المنزل وراعية الشأن، وأما الراعية الأولى ففي عالم آخر غير مكترثة ببيتها وأسرتها.

تقوم الخادمة بأدق وأخص مسائل العناية بالمنزل وكأنها هي صاحبة المنزل وراعية الشأن، وأما الراعية الأولى ففي عالم آخر غير مكترثة ببيتها وأسرتها.

إن المرأة في بيتها ملكة بكل معنى الكلمة، بل البيت يقوم عليها، فمهما حاول الرجل أن يسد مكانها فلن يتمكن من سد مكان الزوجة والأم، فمن الضروري أن تعود الملكة لمملكتها وتباشر رعاية منزلها بنفسها، ولا ضير إن عاونتها الخادمة ولكن تحت إشراف مباشر منها ووضع حدود للخادمة في المعاونة، فالزوج والأبناء سيفرحون حتما إن أعدت راعية الدار لهم شيئاً من الطعام بيديها، وكذلك سيفرح الكل بوجود الأم معهم ولو في الفترة المسائية، فصديقات المرأة عزيزات عليها ولكن بيتها وأسرتها أعز وأهم، وعملها مهم عندها ولكن بيتها هو الأهم، فهي ترجع من عملها متعبة ولكن لابد من تضحيات وتعب في هذه الدنيا، فتقوم أيضاً على بيتها أتم قيام، وهي قريبة جداً من أبنائها وزوجها، يتدفق حبها وحنانها على الجميع، وتحرص على دين رعيتها ودنياهم، وصدقيني أختي الكريمة مهما كانت المشاغل ضخمة للغاية فمن طلب الإعانة من الله أعين، ويسر الله له القيام بأمور عظيمة في أوقات يسيرة، فالبركة في الوقت والصحة والعمر من الله، جل جلاله، والترف العظيم الذي تعيشه بعض الأخوات يجب ألا يشغلهن عن مملكتهن الحقيقية، ومن غرائب المواقف التي مرت علي أني سألت طفلاً صغيراً يحفظ أجزاء كثيرة من القرآن من الذي حفظك القرآن؟ فقال: والدي، قلتُ له وأين الوالدة؟ قال مشغولة جداً! فيا أختي الكريمة لا تفرطي في بيتك وأسرتك فهما مملكتك الحقيقية.

@alkamali11

مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

 

تويتر