5 دقائق

عندما تُهدم البيوت (1)

د.عبدالله الكمالي

معظم البيوت لا تخلو من خلافات واختلافات بين الزوج وزوجته، وتكون الخلافات كالسحابة العابرة التي تمر على عجل، لكن لو تجاوزت الخلافات الزوجية الحد فإنها ستؤثر في كيان الأسرة، بل قد تهدم البيت في نهاية المطاف، ومن أعظم أسباب هدم البيوت سبب قبيح جداً، يمارسه بعض الرجال وقلة قليلة من النساء، ولابد من تسليط الضوء عليه لخطورته وسرعة هدمه للبيوت، وهو الخيانة الزوجية، والكلام في هذا الموضوع مؤلم للغاية، فبعض الأزواج وللأسف الشديد يختار طريق الحرام ويفضله على أسرته وأبنائه، فهو على أتم استعداد للتضحية ببيته مقابل لذة محرمة، وركض وراء ساقطة أوقعته في مصيدتها، بل قد ينتقل من امرأة إلى أخرى، تاركا زوجته تعاني قهراً وألماً لا يعلم بهما إلا الله، فلو طلبت منه ترك هذا الطريق لما استجاب، ولو عرضت عليه أن يعدد ليرجع إلى رشده وصوابه لما استجاب، فقد تعود على الحرام وألفه، من دون أن يلتفت إلى وقوعه في كبيرة من كبائر الذنوب، وسلوكه طريقاً يفقده صحته وبيته وأبناءه، فكم جرّت هذه الخيانات الزوجية من أمراض وعقد نفسية، ابتلي بها الزوج الخائن وقد ينقلها إلى زوجته وأبنائه، وهنا كارثة أخرى، إن من أعظم أسباب ترفع الرجل عن خيانة زوجته استشعار مراقبة الله تعالى، فربنا لا تخفى عليه خافية، فمهما تخفى الرجل وظن أن زوجته لا تعرف عن مغامراته المحرمة شيئا، فليتذكر عظمة الخالق، وأنه سميع بصير عليم لا تخفى عليه خافية، وليتذكر أن عنده زوجة وبنات وأخوات، فهل يرضى عليهن ما يقوم بفعله مع أخريات، وهل يرضى إذا تزوجت ابنته أن تبتلى بزوج يسير على الطريق نفسه؟!

من أعظم أسباب هدم البيوت سبب قبيح جداً، يمارسه بعض الرجال وقلة قليلة من النساء، ولابدّ من تسليط الضوء عليه لخطورته.

إن من الأزواج من يبرر لنفسه الوقوع في الخطأ بحجج واهية، فبعضهم يتحجج بأن زوجته مقصرة، أو غير جميلة، أو تزوجها من غير اقتناع! فأصبح يبحث عن شريكة يحبها! وغير ذلك من الأعذار الواهية، التي يخدع بها الخائن نفسه، ليبرر ذنبا شنيعا يستحق به غضب الله، فخطأ الزوجة لا يبرر مطلقا الوقوع في الخطأ، وهل تقبل إذا وقعت أنت في الخطأ أن تعالج زوجتك الخطأ بخيانة زوجية؟! وليست الخيانة مقصورة على مصيبة واحدة يقوم بها الزوج، فبعضهم لا يغض بصره، فعينه تتحرك يمينا وشمالا بجرأة ووقاحة، وأمام زوجته أيضا، أو يشاهد أفلاما تعجّ بالفجور والعياذ بالله، فهلا طبّق قول الله تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم).

مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

 

تويتر