5 دقائق

تفاءلوا ولا تتساءلوا

إيمان الهاشمي

يقول الله تعالى في الحديث القدسي: «أنَاعِنْدَ ظَنّ عَبْدِي بِي»، ويقول نبيّه الأمين: «يُعْجِبُنِي الْفَأْلُ الصَّالِحُ»، كما أننا جميعاً كبشر وباختلاف أدياننا نؤمن بأن الكلمة الطيبة تزيح صخور اليأس عن صدر طريق العمر، الذي نمضي فيه مخيّرين ومسيّرين في الوقت نفسه.

على الرغم من أن الظروف عامة قد غرزت مخالبها، وشدَّدَت الخناق على رقبة التفاؤل مع مرور الأزمان بمختلف العصور، لايزال «الأمل» يقاتل «الألم» بكل شجاعة وقوة، كي تستمر الحياة إلى أن يشاء الله، لكن الحقيقة أن عملية النظر إلى الجانب المشرق لا تتم كاملة إلا بتعاون الشخص مع «النور»، أي يداً بيد، كي يستطيع أن ينتشل ذاته من «الظلام»، وإن لم يسقط فيه بنفسه!

نؤمن بأن الكلمة الطيبة تزيح صخور اليأس عن صدر طريق العمر، الذي نمضي فيه مخيّرين ومسيّرين في الوقت نفسه.

إذا كان غداً هو «رأس» السنة الجديدة، إذن، اليوم هو «ذيل» السنة القديمة، أو ربما «أخمص قدميها»! فالمهم أننا جميعاً نرى كيف تعدّدت أساليب الناس حول العالم بالتعبير عمّا يجول في خاطرهم، سواء بالفرحة والابتهاج والاحتفال، أو باليأس والخوف والتشاؤم والحزن والتطيّر، أو غيرها من ردود أفعال قد لا ندري عنها شيئاً! وبما أنني لن أتدخل في حرية أن يمارس الجميع طقوسه كما يريد، إلا أنني أود أن يتحد جميع سكان هذا الكوكب ولو لمرة واحدة على ممارسة خاصية «التفاؤل» مهما كان الوضع وضيعاً ودون التدخل في المعايير الشخصية أو التطرق للمفاهيم الفردية، أي كل بحسب انسانيته (فقط)، لأكتفي ببذرة «أمل» صغيرة نزرعها في قلوبنا، لربما تنبت شجرة كبيرة في يوم ما فتنقذنا من فأس اليأس.

لو افترضنا مجازياً أن المعنى اللفظي للسنوات «الميلادية» هو «ميلاد» آمالنا، وأن المقصد اللغوي للسنوات «الهجرية» هو «هجر» القنوط، لأصبح المستقبل أكثر إشراقاً بلا شك، فلا داعي لتشويه السلام حتى في أحلامنا، بغض النظر عن أي «واقع» هو في اللاسلام «واقع».

وبالأسلوب الفكاهي نفسه على لسان الممثل المصري القدير عادل إمام، في مسرحية «الواد سيد الشغال»، حين قال بصوتٍ مضحكٍ ساخر «تريثي ولا تتسرعي»، سأقول: «تفاءلوا ولا تتساءلوا».

وكل عام وأنتم بخير.

eman.alhashimi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر