كل يوم

تعريف فضفاض وغامض!

سامي الريامي

منذ نهاية الأسبوع الماضي، بدأ الضغط يزيد من موظفي حكومة دبي على دوائرهم، خصوصاً إدارة الموارد البشرية في كل دائرة، وذلك مع بدء تطبيق قرار علاوة بدل طبيعة العمل، هذا الضغط عبارة عن شكاوى ومطالبة بالعلاوة، لمن لم يحصل عليها، واستغراب ودهشة لمن حصل على نسبة أقل من غيره، في حين أنه يمارس مهام أصعب!

مسؤولون كثر، بينهم مديرون عموميون، توقعوا حدوث هذه الضجة، ومنذ اليوم الأول من صدور القرار، فهو فضفاض وغامض وغير واضح، خصوصاً في تعريف هذا البدل، وأحقية الوظائف التي تستحقه!

لا يعقل أن يحصل المهندسون على علاوة 50%، وهم مشرفون ميدانيون يعملون تحت الشمس وفي المواقع الخارجية، ويحصل موظف الرقابة والمتابعة والتدقيق المالي على علاوة 100٪!

فقرار صرف بدل طبيعة العمل، الذي خططت له وأصدرته دائرة الموارد البشرية في حكومة دبي، حدد أسباب منح العلاوة في فقرة مبهمة تقول: «إن علاوة بدل طبيعة العمل تهدف إلى تمكين الدوائر الحكومية في دبي من تعزيز قدراتها على استقطاب الموارد البشرية المتخصصة والمتميزة والحفاظ عليها»، وهو أمر واسع التفسير، فكثير جداً من الموظفين غير المشمولين في الفئات الوظيفية المستحقة للزيادة وفقاً للقرار، يستحقون العلاوة، وفقاً لهذا التعريف، فالتميز هو حالة فردية وليست فئة وظيفية!

كان من الأفضل تعريف العلاوة وفقاً لمهام الوظيفة حسب ما هو معروف، والذي هو أقرب للمنطق والفهم، فبدل طبيعة العمل علاوة تمنح للوظائف التي يتطلب من شاغليها العمل خارج نطاق ساعات الدوام المحددة، أو يمارسون مهام إضافية صعبة، أو ميدانية غير مكتبية، وغير محددة بساعات معينة، أما التميز والحفاظ على الكوادر المميزة فهذه قصة أخرى، لا علاقة لها في علاوة بدل طبيعة العمل!

الأمر الذي يصيب بدهشة أكبر هو تقسيم الفئات الوظيفية المستحقة للعلاوة إلى ثلاث مجموعات، الأولى والثانية تحصل على علاوة 100%، والثالثة 50%، والرابعة 30%، أيضاً، من حيث الفكرة والمبدأ لا خلاف على ذلك، فهناك وظائف أصعب من أخرى، وأهم منها، ويستحق شاغلوها علاوة أكبر من غيرهم كالأطباء مثلاً، لا خلاف على أحقيتهم النسبة الأعلى، لكن دمج الأطباء، وهم في المجموعة الأولى مع وظائف عادية لا تستحق علاوة بدل طبيعة العمل أصلاً، من وجهة نظر شخصية، لأنها وظائف مكتبية لا صعوبة فيها، ووضعهم في المجموعة الثانية، ومساواتهم مع المجموعة الأولى (الأطباء) في الحصول على 100% زيادة على الراتب الأساسي، فهذا لغز لا يمكن تفسيره إلا وفق القاعدة الشعبية التي تقول: «اللي في إيده القلم..» والتكملة يعرفها الجميع!

لا يعقل أن يحصل المهندسون على علاوة 50%، وهم مشرفون ميدانيون يعملون تحت الشمس وفي المواقع الخارجية، ويحصل موظف الرقابة والمتابعة والتدقيق المالي على علاوة 100٪! كما لا يعقل أن يحصل الإعلاميون على أقل علاوة ضمن المجموعات الموجودة، وهي 30%، حالهم حال مفتشي مواقف السيارات، مع احترامنا لجميع المهن وأحقية المفتشين بالعلاوة، لكن هل أهمية وحساسية مهنة الإعلام النادرة، التي تسعى الحكومة إلى زيادة نسبة المواطنين فيها، تعامل بنظرة قليلة التقدير والاحترام بهذه الطريقة التي لا تعكس اهتمام وتوجه الحكومة؟!

ليس الإعلاميون وحدهم من همشوا، فهناك وظائف صعبة ومجهدة في المستشفيات وفي دوائر أخرى تستحق العلاوة ولم تحصل عليها، وهناك فئات لا تستحق العلاوة وحصلت عليها، بل هناك موظفون يعملون في المكان نفسه، ويؤدون المهام نفسها، حصل بعضهم على العلاوة، ولم يحصل آخرون عليها، نتمنى أن تكون العلاوة بداية تحفيز للموظفين، وألا تتحول إلى عكس ذلك!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر