مزاح.. ورماح

«تلفون بوكيمره...!»

عبدالله الشويخ

بالطبع أنت لم تسمع بهذه الكلمة منذ مدة.. غبار طلع من العنوان كما يقولون، لأنك تسمع عن مصطلحات معينة حينما يكون هناك غيرها، ففي أيام معينة كنا نسمي ذلك الشارع «الشارع اللي ما فيه رادار».. اليوم كما ترى ستكون التسمية سخيفة، لأن البقعة «ممزوره».. أو «الشارع اللي فيه بركنات بفلوس».. أو ربما «الشارع الغرقان»!

المهم أن الـ«تلفون بوكيمره» كانت تسميته لها معنى، وكنا نرى تلك العبارة التقليدية على بطاقات الأعراس، التي تصل باسم «الأهل»: «يمنع اصطحاب الهواتف المزودة بكاميرة تصوير»، اليوم تم استبدالها بعبارات: «يمنع إحضار الهواتف»، وكلتا العبارتين أجمل من عبارة البخلاء التقليدية: «الرجاء عدم اصطحاب الأطفال»، أو النسخة المحسنة منها «جنة الأطفال بيوتهم».. ثم يسأل البعض عن الفروق الخمسة بين أفراحنا ومجالس عزائنا، ولماذا أصبحت الأولى دون لون ولا طعم ولا رائحة، بغض النظر عن طبيعة الرائحة التي كان الأطفال يجملون بها صالات الأعراس؟!

* * *

بعد موضوع «الرسيفرات»، الذي طرح سابقاً، والذي منع شباب الحقول النفطية من مشاهدة الدوري، جاءتني رسائل عدة من الشريحة ذاتها، تخبرني بأن دموعهم ملأت البحر الذي يعملون به، ولفترات متواصلة تصل أحياناً إلى 40 يوماً متصلة، وذكروا بوضوح أنهم يتفهمون القرارات التي تمنعهم من إدخال «اللاب توب»، و«التلفون بوكيمره»، رغم أنها قرارات داخلية من شركات البترول نفسها، ولكنهم يذكرون حقيقة بسيطة، هي أن البديل لم يعد موجوداً، وأن معظم الخدمات الحكومية والدولة تسير بخطى حثيثة نحو الحكومة الذكية، وأصبحت تعتمد على وجود هاتف «بوكاميرا/ ذكي» معك، ولايزالون ممنوعين من استخدامها لفترات طويلة، هي فترات وجودهم في الحقل.

ويذكر موظفو البترول في رسائلهم كذلك، أن تواصل العالم كله اجتماعياً وأسرياً، أصبح عن طريق هذه الهواتف، وهم محرومون منها ورأسمالهم موبايل «كيت كات نوكيا»، الذي لا يمكن تصليحه إن «اخترب»، لعدم تقديم الخدمة من الوكلاء.

يقول موظف آخر إنه يمكن الحصول على هاتف ذكي «بلاك بيري»، من دون كاميرا بطلبية خاصة من أميركا، ويتضاعف في هذه الحالة سعر الجهاز رغم استئصال الكاميرا منه.. إحدى الرسائل قدمت الحل، وهو المعتمد لدى بعض الجهات في سنغافورة، بعمل جهة تقنية تقوم بشكل فني بإزالة الكاميرات، وإعطاء شهادة «نجاح عملية» للهاتف الذكي إلى صاحبه، تكون معتمدة لدى الجهات المعنية، لاستخدامها في مرافقهم، وممارسة حياتهم بشكل عادي!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر