مزاح.. ورماح

كثرة الألقاب تزيد الإخصاب!!

أحمد حسن الزعبي

سمعت عن أطعمة دون غيرها تزيد الإخصاب، وأمكنة دون غيرها كذلك يزيد فيها التكاثر ومعدلات الإنجاب، خصوصاً إذا ما تمتّع مناخها بالهواء النقي والأجواء الصحية، وقرأنا عن بعض الأدوية تقوم بالفعل ذاته، وفق كورس محدد، لكنّني للمرة الأولى أعرف أن «كرة القدم» تزيد الإخصاب! فما علاقة ميسّي «الله يمسّيه بالخير» في رفع معنويات مشجعيه المنخفضة!

أثبتت آخر دراسة أجرتها «المجلة الطبية البريطانية» أن إحراز فريق برشلونة الألقاب يرفع من معدل الإنجاب بين مشجعيه، حيث زادت نسبة المواليد 16% عند محبّي الفريق، بعد تسعة أشهر من إحرازه ثلاث بطولات مهمّة عام 2009. طبعاً حاول أحد الذين شاركوا في الدراسة تفسير «العلاقة بين الضربة الركنية والحمل»، بأنه لحظة الانتصار يشعر الإنسان بنشوة التفوّق، وتصبح العلاقات أكثر حميمية بعد فرحة الفوز، كأن الهرمونات تشارك صاحبها هذه الفرحة، فتشجّعه على القيام بمغامرة غير محسوبة، يكون أحد معطياتها الـ16% بالمواليد. طبعاً يقول الباحث «مات المور»، إن الدراسة أجريت في مقاطعتين في كتالونيا، التي يتمركز فيها جمهور برشلونة، لأنه يريد أن يرى أثر الانتصارات والألقاب في زيادة الإخصاب.

شخصياً وأنا متكئ على وسادتين استطعت أن أدحض نتائج هذه الدراسة من دون عيّنات ولا استبيانات ولا ما يحزنون، فلو أجرى الدراسة نفسها على جمهور ريال مدريد المنافس الأول لبرشلونة، والمتضرر الأول من حصده الألقاب، لاكتشف أن نسبة المواليد زادت أيضاً، إن لم تكن بالنسبة نفسها، فحتماً ستكون أكثر، وتفسيري البسيط، وأنا «مضطجع»، أنه لحظة الهزيمة يشعر الإنسان بخيبة أمل، فيرغب في تعويض الخسارة الخارجية بفوز بسيط، فتصبح العلاقات أكثر حميمية بعد الشعور بالهزيمة، كأن الهرمونات تشارك صاحبها هذه المواساة فتشجعه على القيام بمغامرة غير محسوبة، للتخلص من عقدة النقص، فيكون أحد معطياتها 16% بمواليد «المنهزمين».

من جهة أخرى، لو كان كلام هذا الباحث المجتهد فيه شيء من الصحّة لطلعنا (out) من زمان، ولانقرض العرب منذ نصف قرن على الأقل، عدا أننا خسرنا ثلاث حروب مهمة مع العدو الصهيوني فإن المنتخبات العربية لم تفلح كذلك في إحراز أي لقب مهم، فكيف وصلنا إلى 300 مليون عربي إذن، لولا التعويض الشخصي من الخسائر الكبيرة؟!

كما أستبعد أن يكون عدنان الطلياني، الذي أحرز الهدف العربي الوحيد في كأس العالم، له أي يد في هذه الزيادة!

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر