مزاح.. ورماح

عملية تجميل «مجانية»

أحمد حسن الزعبي

يعني من المألوف أن ينتقل شخص من مهنة إلى أخرى بحكم الخبرة وربما التطوّر الطبيعي، بشرط وجود علاقة معقولة بين المهنتين، فمثلاً أفهم أن ينتقل الخيّاط إلى صاحب محل ملابس جاهزة، وأفهم أن يتحوّل حلاّق إلى مطرب أو ممثل في «فيديو كليب»، أو أن يصبح «اللحام» في سوبر ماركت كبير صاحب مطعم مشاوي على الفحم صغير في أحد زوايا المدينة، أما أن يصبح «معلّم جبس»، أو عامل بناء، طبيب تجميل دفعة واحدة فهذا غير ممكن الحدوث إلا في ميامي.

 لقد تم توقيف جراح تجميل أميركي «مزّيف» على ذمة القضاء، بعد أن اكتشفت السلطات هناك، أن «أخينا» كان يحقن مريضاته بـ«الأسمنت» و«الغراء» في مناطق متفرقة من أجسادهن، وفي وجناتهن وشفاههن، وفي مناطق أخرى يتعذّر ذكرها، بدلاً من استخدامه المواد الطبية التجميلية المصرّح بها عالمياً، هذا وقد بقي «الحبيب» سنة كاملة يقوم «بحلّ الأسمنت» وحقن المريضات، وأحياناً يستخدم مادة الغراء نوعاً من أنواع التغيير.

 الذي يحيّرني أن هذا المجنون لم يفكّر في أن الأسمنت يأخذ شكل المكان الذي وضع فيه بعد أن يجمد، يعني فرضاً لو خرجت إحدى المريضات من عيادته وجلست في كرسي، فإن جسدها سيأخذ شكل الكرسي، ولو جلست على الرصيف سيأخذ شكل الرصيف، ولو ركبت دراجة هواية فإن الأمر كذلك، «بذمّتكم هذا تجميل».. أما حقن الشفاه بالغراء ليس بأحسن حال من الأسمنت، يعني لو ضحكت الزبونة أثناء الحقن، و«جفّ» الغراء في خدّها، فإن فمها سيأخذ شكل الابتسامة لكن على جنب مثل مرضى العصب السابع «اللهم كافينا».

 ***

من جهة أخرى، أنا لا أعرف لم كل هذه المخاطر وهذه الخسائر المادية التي تقوم بها سيدات العالم فقط من أجل «تنفيخ» الخدود، و«الأرداف» والعيون!

 في كثير من بلادنا العربية لو دخل أي مواطن إلى أي مركز شرطة بسبب أو من دون سبب، فإنه سيحصل على نتائج «التنفيخ» المنشودة نفسها وأحسن، وفوق ذلك مجاناً.

 أرأيتم هذه إحدى فوائد غياب الديمقراطية الحقيقية عنا، «نفّخ» خدودك ببلاش، واربح ركلة «بارسيل»!

ahmedalzoubi@hotmail.com.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

 

تويتر