السموحة

إذا كنت ضد التشفير.. أعطني البديل

أحمد أبو الشايب

عذراً للجمهور المعارض لتشفير مباراتين من كل جولة في دوري الخليج العربي، لأن شهادتك مجروحة بصفتك طرفاً في القضية، وأنت المعني بالرسالة التي تطمح إليها لجنة دوري المحترفين والأندية، وتهدف في خلاصة الموضوع و«من الآخر» الى جذب المشجعين الى المدرجات بأعداد مناسبة «تملأ عين» لجان التفتيش في الاتحاد الآسيوي، وتؤدي في نهاية المطاف الى زيادة حصة الامارات في دوري أبطال آسيا، ويمكن ايضاً من خلالها بناء الخطط التسويقية الاخرى التي تصب أولاً واخيراً في مصلحة المسابقة والاندية واللاعبين، وحتى الجمهور.

وللعلم، مسألة التشفير ليست فكرة وليدة اللحظة، بل مطروحة منذ سنوات وتم اللجوء اليها بعدما استنفدت جميع خطط جذب الجمهور الذي نجد له كل العذر، ونعلم أن ارتباطه بالمدرجات وحضوره الى الملاعب سيكون أمراً أسهل بكثير من أن نفكر فيه، لو اقتنع الجمهور بالمستوى الفني للفريق الذي يشجعه، وشاهد المتعة الكروية المطلوبة، وحققت تلك الأندية طموحاتها، لكن للأسف نلجأ الى التشفير وحيل جذب الجمهور لسد ثغرة ضعف أداء أنديتنا، خصوصاً عند مشاركاتها الخارجية التي لم تشف «غليلنا» حتى هذه اللحظة رغم دخولنا العام السادس على الاحتراف.

التشفير ليس الهدف منه جمع المال، وإلا لأقدمت قناتا أبوظبي ودبي الرياضيتان على تشفير جميع المباريات، ثم طرحت «رسيفرات» بأسعار عالية جدا، وتالياً ليس امامك سوى حلّين، إما ان تقبل بالدفع، أو تذهب الى الملعب حتى تشاهد مباراتك المفضلة، وفي كل الأحوال ستسهم أنت في تغذية خزينة لجنة المحترفين والاندية، لكن الهدف الحقيقي هو بالتأكيد جذب الجمهور.

صيحات الجمهور وشعوره بالخطر، وهلعه الى الأسواق لشراء «الرسيفرات» المعتمدة للمباريات المشفرة حتى نفدت الكمية من مراكز البيع وتم طلب مجموعة جديدة تصل بعد نحو أسبوعين، مؤشر جيد إلى وجود «جمهور مخفي» للدوري لم نكن نشاهده، يتابع من خلف الكواليس ويشجع ويصرخ ويصفق ويحزن، ومستعد لأن يدفع من اجل حضور المباراة، في الوقت الذي نقدم له كل التسهيلات للذهاب الى الملاعب من مواصلات وتغذية وتذكرة مجانية ولا نجده يستجيب.

عقبات حضور المباريات بالتأكيد موجودة امام الجمهور، ولا نستعجل إيجاد الحلول لمشكلات عدم توافر أجهزة الاستقبال، او الاحتجاج على الأسعار، ثم على جودة البث ثم على اختيار المباراتين في كل جولة، لكن إذا أردت التخلص من كل المشكلات التي ستواجهك فما عليك إلا الذهاب الى الملعب.

الرافضون لفكرة التشفير، مع الاحترام لهم جميعاً، تحدثوا عن اسباب الرفض وقناعتهم بعدم نجاح الفكرة، وفشلها الأكيد والذريع، مع تأكيدهم على عدم استمرارها، مع أننا نتفق معهم في جزئية ان الفكرة الجديدة يمكن لها النجاح والفشل، لكن كنا نتمنى من هؤلاء أن «يتحفونا» بحلول أخرى لجذب الجمهور الى المدرجات.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

 

تويتر