كل يوم

تعقيدات التأشيرات.. مستمرة!

سامي الريامي

الإعلان عن إمكانية التوصل إلى قرار حول إعفاء المواطنين من الحصول المسبق على تأشيرة «شينغن» لدخول الاتحاد الأوروبي في غضون الشهور الـ‬12 المقبلة، خبر جيد بكل تأكيد، وما كان ذلك ليتحقق لولا الرصيد الطيب والسمعة العالمية المتميزة التي تحظى بها الإمارات، مع أن مثل هذا الأمر تأخر كثيراً.

تأخر لأن الإمارات تستحقه منذ فترة طويلة، ندرك أنها إجراءات، ونعترف بأن الأمر ليس سهلاً في ظل وجود دول عديدة ضمن الاتحاد الأوروبي مطلوب موافقتها جميعاً، ولم نعترض يوماً على ذلك، ولكن ما يدعو للاستغراب هو الإجراءات المعقدة التي تتعامل بها قنصليات وسفارات دول الاتحاد الأوروبي في الدولة لإعطاء المواطنين تأشيرات الدخول، مع إدراكها لأهمية السائح والمستثمر الإماراتي في دفع عجلة السياحة والاقتصاد في تلك الدول!

مواطنو الإمارات يعانون بشدة من هذا الأمر، وهو بالمناسبة ليس جديداً، لكنه للأسف مستمر إلى يوم أمس، وسيستمر اليوم وغداً، وربما خلال الـ‬12 شهراً المقبلة أيضاً، تعقيدات لا حدود لها، إجراءات، واشتراطات لا حصر لها، مواعيد وانتظار بالساعات، وتعامل بشكل غير لائق إطلاقاً، طوابير وازدحامات، ولا فرق بين صغير وكبير، ولا أولوية للسياح ورجال الأعمال!

لا أعتقد أن الأمر عفوي، ومن يدخل مركز التأشيرات الموحد، أو أي قنصلية لطلب تأشيرة الاتحاد الأوروبي سيلاحظ المعاملة السيئة، وستزيد الشكاوى بشكل مطرد خلال الأيام المقبلة مع اقتراب موسم الصيف والسفر، وفي مقابل ارتفاع الأصوات بالشكوى هناك تجاهل تام وواضح من تلك القنصليات، بل إن ردة فعلهم دائماً ما تكون في اشتراطات وتعقيدات أكثر!

سياح الإمارات غالباً ما يفضلون الذهاب إلى ألمانيا، فميونيخ منذ سنوات عدة تحولت إلى وجهة محببة لأهل الإمارات، ومعظم هؤلاء يمتلكون شققاً ومنازل هناك، لكن ذلك لم يشفع لهم، كما لم تشفع لأهل الإمارات كل تلك الأموال التي تصرفها الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية لمعالجة المرضى بشكل دائم في تلك المدينة، ولم يشفع لهم أيضاً تنامي التجارة بين البلدين ووصول الصادرات الألمانية للإمارات عام ‬2011 إلى ما قيمته سبعة مليارات يورو، ومساهمة شركة طيران الإمارات في الناتج المحلي الألماني بأكثر من مليار و‬600 مليون يورو، ودعمها لـ‬18 ألف فرصة عمل هناك، ولم يشفع لهم وصول التجارة الثنائية بين الإمارات وألمانيا إلى ‬32 مليار درهم، والميزان التجاري يميل لمصلحة الألمان بنسبة ‬94٪، كل ذلك ومازالت القنصلية الألمانية هي الأسوأ في ممارستها تجاه إصدار التأشيرات لمواطني الدولة، مع أنها تجني من تلك التأشيرات أرباحاً جيدة! ولا أسوأ منها سوى القنصلية الأميركية، التي مازالت تتعنت في إصدار التأشيرات بشكل كبير، ومازالت تتعامل مع الإماراتيين الراغبين في زيارة أميركا على أنهم ضيوف ثقال لا يلقون كثيراً من الترحيب، على الرغم من أن دولة الإمارات هي أكبر سوق صادرات لأميركا في الشرق الأوسط!

جميع تلك الدول تعرف تماماً وزن وأهمية سياح الإمارات، لكنها تحتاج قليلاً إلى من يذكرها بذلك، وتحتاج إلى بعض التلميحات بإمكانية إعادة فرض التأشيرات على البلدان التي لا تعامل مواطنينا بلطف وإنسانية لمجرد أنهم يودون زيارتها ليرفعوا من اقتصاداتها المضطربة، إنهم لماحون وأذكياء ويؤمنون دائماً بلعبة المصالح، فهل لنا أن نعاملهم بشيء من اللعب على هذا الوتر؟!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر