كل يوم

انتهى العرس.. وبقيت آثار النجاح

سامي الريامي

شخصياً أعتقد أن الدورة الـ‬12 لانعقاد منتدى دبي للإعلام التي اختتمت الأربعاء الماضي هي أفضل وأنجح دورات المنتدى منذ انطلاقته، هذا لا يعني أبداً أنه لم يكن ناجحاً، بل العكس تماماً، فالمنتدى منذ انطلاقه ولد حدثاً مهماً وضخماً، وهو يحقق نجاحات متتالية في كل الدورات، لذا فليس من المستغرب أن يكون أفضل وأنجح بعد مرور ‬12 عاماً على بدء انطلاقته.

وأسباب نجاح المنتدى كثيرة، لكن علينا أن ندرك أن استمراريته وحرص المسؤولين في دبي على تنظيمه في موعده سنوياً مهما كانت الظروف المحيطة الخارجية أو الداخلية، هما في حد ذاتهما نجاح مبهر لدبي، فالمنتدى ترتبط به ميزة الاستقرار والعمل الدائم من المنظمين على تطويره وإضافة كل جديد بشكل مستمر.

كما أن ارتباطه باسم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، زاد أهميته وثقله، وجعله حدثاً سنوياً مرتقباً، فسموه يحرص كل الحرص على حضوره، وحضور حفل توزيع جائزة الصحافة العربية، كما يحرص على الالتقاء بأبرز ضيوف المنتدى ونخبة الكتاب والإعلاميين، يحاورهم ويناقشهم في كثير من قضايا الساعة، وهذا في حد ذاته تحول إلى أهم فعالية مرتبطة بالمنتدى، وإن كانت غير رسمية.

تميز منتدى دبي هذا العام بأشياء عدة، فهو نجح في مواكبة أهم قضايا وتحديات الوضع الإعلامي العربي، وتطرق بكل شفافية لأهم نقاط التحول التي تهدد هذه الصناعة، كما كان للسياسة دور مهم، فلا يمكن إغفالها مع وجود هذا الكم من صحافيين ورؤساء تحرير وكتاب عرب، يأكلون ويتنفسون ويشربون سياسة ليل نهار، وكان للسخرية، كفنٍ غير مستخدم بكثرة في الوطن العربي، رغم نجاح المحاولات القليلة البارزة، مكان جيد في المؤتمر، فكانت جلسة ممتعة للغاية استمتع بها أكثر من ‬1600 شخص حضروها، وكانت مميزة بآراء وبصمات ونكهة الدكتور باسم يوسف وزميله محمد فتحي، وبقية المشاركين من السعودية والأردن والإمارات.

لم يغفل المنتدى المواهب الإعلامية الشابة، فخصص لهم جلسة، كما خصص جلسة لأهل الفن الذين يحاولون سرقة مكان وزمان أهل الإعلام ويشاركونهم في صناعتهم وعملهم، ولقمة عيشهم، فكان لهم نصيب أيضاً.

الجلسات كانت جيدة وشاملة، والضيوف كانوا مميزين، لكن ليس لذلك نجح المنتدى، فالابتكار أيضاً كان موجوداً، خصوصاً مع تنظيم جلسة «عصف ذهني» لجميع المتحدثين في فعالية «فكر دبي» مع تشديد الكاف، فقد قرر المنظمون الاستفادة من جميع تلك العقول، فجمعوهم في جلسة عشاء غير رسمية في برج خليفة، ليبدأوا جلسة التفكير في استحداث أفكار مستقبلية يمكن تنفيذها خلال ‬10 سنوات مقبلة، بغض النظر عن صعوبة الفكرة أو «فنتازيتها»، ولذلك سمعنا أفكاراً من نوع «فندق دبي الفضائي»، و«إكسبو دبي الدائم» الذي يجمع قارات العالم الخمس في المساحة المخصصة لإكسبو ‬2020، وغيرها من الأفكار، لا يهم عددها أو صلاحيتها، بقدر ما يهمنا فكرة الجلسة ومحاولة الاستفادة من العقول الموجودة، وأعتقد أن هذا النهج صالح للاستنساخ في كل المؤتمرات التي تستضيفها دبي.

نجاح جديد يضاف لنجاحات دبي، وأعتقد أن القادم أفضل وأضخم وأنجح، فدبي علمتنا أن نجاحاتها تسير في خط صاعد لا يقبل الرجوع للخلف.. انتهى العرس، وبقيت آثار النجاح.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر