مزاح.. ورماح

على الطريقة العربية

أحمد حسن الزعبي

بعد طول بطالة، وبعد يأس من انتظار الوظيفة الحكومية التي طالما تخيّلها تأتي إليه مغلفة بــ«السولفان»، أو موضوعة في كرتونة مربعة مثل توصيلات «البيتزا هت».. قرر الرجل أن يطالع الكتب التي ترشده إلى جني المال السريع، وتسيير الأعمال المربحة، والنهوض بالثروات الطائلة بأقل المجاهيد، فاقتنى كتاب «كيف تصبح مليونيراً؟»، وكتاب «الوديع في الربح السريع»، ثم اشترى كتاب «ألف باء.. طريق الثراء»، كما تابع من خلال «غوغل» و«ويكبيديا» قصص نجاح بيل غيتس وكارلوس سليم وامانشيو اورتيفا ووارن بافيت وتشارلز كوتش.. وحتى مارك زوكربيرغ مؤسس «فيس بوك»، وسيرة مغني «غانغام ستايل» الشهيرة.. كما اقتص سير أصحاب المحال التجارية الكبيرة والوكالات الحصرية ليعرف كيف بدأوا ومن أين بدأوا ليبدأ مثلهم على الأقل.

في نهاية المطاف قرر أن يشق طريقه بنفسه، مصمماً على أن يلامس كتفه كتف بيل غيتس في قائمة أثرياء العالم في أقرب وقت، فبدأ باستصلاح قطعة أرض صغيرة قد ورثها عن والده بين بنايتين تجاريتين، وبذكاء مفرط قرر أن يزرع قطعة الأرض بــ«الفجل»، وذلك في غير موسم زراعة الفجل، ليكسب سعراً عالياً في السوق ويتحكم في مداخل التوريد، ومع الرعاية الزراعية من تسميد ورشّ وسقاية وتعشيب استطاع المستثمر الجديد أن يقطف محصوله الأول ويورده للسوق.

في نهاية العام كان صديقنا ضيفاً على البرنامج التلفزيوني «قصة نجاح».. بعد أن رحّبت به المذيعة، وعرضت تقريراً مصوّراً عن مشروعه سألته..

المذيعة مخاطبة جمهور البرنامج: أيها الشباب الطموح، أيها الشباب الجالس بانتظار الفرص لتطرق بابك، ضيفنا اليوم صنع المستحيل، من شاب عاطل عن العمل إلى مليونير في مدة أقل من سنة.. تعالوا لنتعرف إلى قصة هذا الشاب المكافح.. أهلاً وسهلاً بك عزيزي..

الشاب: أهلاً بك..

المذيعة: في أقل من سنة أصبحت مليونيراً، أليس كذلك؟!

الشاب: نعم صحيح..

المذيعة: ما شاء الله.. هل الفجل مربح إلى هذا الحد؟

الشاب: أي فجل هذا؟

المذيعة: ألم تزرع محصول الفجل..

الشاب: نعم.. لكني خسرت المحصول كاملاً.. كلفني كيلو الفجل خمسة دولارات من بين سقاية وتسميد ورش، ولم أستطع أن أبيعه في السوق بأكثر من دولار واحد!

المذيعة: إذن كيف أصبحت مليونيراً؟

الشاب: ولا شي، لقد بعت الأرض!

؟ جدير بالذكر أن هذا الشاب قد أصبح رائد الخصخصة في الوطن العربي.

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر