مزاح .. ورماح

«وفعلها.. الجراد!»

عبدالله الشويخ

«سأكتب جملة أغلى.. من الشهداء والقُبل.. فلسطينية كانت ولم تزل!»

وفجأة أعلنت السلطات الإسرائيلية حالة الطوارئ من الدرجة الأولى.. وتوقفت الحياة تماماً في أرضنا.. في بساتيننا.. في شوارعنا التي لا نعرفها.. في كل ما هو لنا ولا نملكه.. في كل ما سمعنا عنه ولم نره.. في أرض زرعناها ليقطفوا ثمرها هم!

تم إعلان الطوارئ، وتم فتح خط خاص لتلقي الشكاوى وإعطاء معلومات للجمهور باللغة العبرية، لكيفية التعامل مع الغزاة الذين عبروا من الحدود المصرية.. ملايين الغزاة المحررين الذين لم يكونوا جيوشاً عربية ثورية.. ولا مقاتلين مؤدلجين.. ولا عشاقاً للمعركة الفاصلة، بل مجموعة من الجراد رأتنا أبطأنا عن «هرماجدون» فاستعجلت بمفردها.. بعيداً عنا!

«فلسطينية العينين والوشم.. فلسطينية الاسم»

احتل الجراد الغازي خلال أربع وعشرين ساعة ‬2000 فدان من مزارع «النقب»، ثم توجه شمالاً واخترق أسوار المدينة الحزينة أولى القبلتين خلال خمس ساعات تلتها. فعل كل هذا دون تحضير يمتد لأكثر من ‬70 عاماً، ودون اتفاقيات سلام سخيفة.. ودون قيادات أسخف، لا تتقن إلا الحديث عن حقوق على الورق.. ودون جيوش تحمل رايات مختلفة.. ودون أسلحة فاسدة وقلوب أفسد.. فعلها الجراد ببساطة المقاتلين الأوائل.. أرضي.. أو الموت!

«فلسطينية الأحلام والهمّ.. فلسطينية المنديل والقدمين والجسم..»

فعلها الجراد، لأنه فهم المعادلة البسيطة.. القوة ثم القوة ثم القوة.. اضرب ثم فكر.. ادخل الأرض وضع قواعدك هناك.. ثم سيفكرون ليجلسوا إلى طاولتك ويطالبوك بأن تسمح لممثليهم بالبقاء.. نجح الجراد، لأنه لم ينتظر قائداً من بطون كتب التاريخ.. ولا يتيماً مختبئاً في سرداب سحري.. فعلها كشعب مقهور.. كمارد تحرر!

«فلسطينية الكلمات والصمت.. فلسطينية الصوت.. فلسطينية الميلاد والموت»

ذكرت صحيفة الـ«ديلي ميل» البريطانية، نقلاً عن مراسلها في الأراضي المحتلة، أن مجموع الجراد الذي اجتاح «إسرائيل» وأخفاها عن عيون الأقمار الاصطناعية كان مكوناً من ‬30 مليون جرادة، والجرادة في المتوسط يراوح طولها بين ثلاثة و‬13 سنتيمتراً.. ولا تزن أكثر من ‬20 غراماً.. فكيف إذا زحف «أكلة الجراد» وهم ‬300 مليون، وأطـوالهم كنخـيلهم، وأوزانهم كتاريخهـم؟!

«وباسمك صحت في الوديان.. خيول الروم أعرفها.. ولن يتبدل الميدان».

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر